لا نظن أن تفجير خط الغاز المصري في سيناء، له علاقة بالوطنية المصرية. فلو كان ذلك صحيحاً فلا شيء يمنع التفريق بين الخط القادم إلى الأردن وسوريا ولبنان، والخط المتجه إلى اشدود وإسرائيل، ونظن وقد يكون هذا الظن إثماً أن الأردن وليس إسرائيل هو المستهدف، ذلك أن الأردن هو في ضائقة نفطية وليس الطرف الآخر، وسوريا ولبنان – لبنان خاصة – في ضائقة مماثلة.

الكلام الرسمي الأردني ما يزال حتى الآن كلاماً بريئاً، ويقف عند حد الضعف الحكومي المصري في هذه الآونة والخوف الرسمي من اتخاذ أي قرار طالما أن شبح ميدان التحرير يهدد الحكومة، وهو كما قلنا كلام بريء مع ان كلفته ثلاثة ملايين دولار يومياً تدفعها الدولة لاستيراد بديل الغاز المصري... وتتحمل المزيد من عجز الميزانية والديون.. فما لا يعرفه الكثيرون هو اقتراب شركة المصفاة الأردنية من الافلاس، لأنها تدفع ثمن النفط الخام والديزل والسولار المستورد، في حين أن الدولة لا تدفع ما عليها، وخاصة شركاتها التي تولد الكهرباء!!.

- ترى لماذا لا نطالب الحكومة المصرية وشركة الغاز التي تملكها بعطل وضرر، نتيجة قبولها بالعمل التخريبي للمرة الرابعة، ومطالبة الأردن بأسعار جديدة للغاز رغم وجود اتفاقية تحدد الأسعار حتى عام 2015؟.

- ترى لماذا لا نتحفظ على ملكية أنابيب الغاز المصرية المارة بالأردن، كجزء من جدية المطالبة بالتعويض.. لعل الحكومة المصرية تحمي هذه الخطوط، فقد ثبت أن موقع الانفجار الجديد كان محمياً بموظفين عاديين، يقتصر عملهم على ابلاغ شركة الغاز بما يجري في محطاتها!!.

- وسنقول شيئاً قد لا يعجب أحد الأحزاب هنا، وهو ان هذا الحزب يريد أن تسوء الأحوال الاقتصادية أكثر في البلد ليبرر معارضته واعتصاماته ومظاهراته ورفضه الاشتراك مع الدولة والناس في أي حوار أو انتخابات، فالمطلوب هو أزمة كهرباء، والمطلوب هو أزمة محروقات، والمطلوب أزمات معاشية، وسياسية، فالتحريض قائم في مصر وقائم في الكويت، وقصة فساد كل شيء، وفساد كل الناس هي تحريض لدول الخليج ضد الأردن.. فتفجير الغاز المصري في سيناء ليس المقصود منه إسرائيل، لأنه لو كان كذلك لكان التفجير في الخط الذاهب إلى أشدود.. لكن الأردن وسوريا ولبنان هي المقصودة، فالأزمات هي التي تعطي الافلاس الفكري والسياسي بعض القيمة، والكثير من المبررات والتخريب!!.


الرأي