سودان سودانان .. وقد يصبح ثلاثة !!
محمد كعوش
11-07-2011 03:49 AM
شاهدت الرئيس عمر البشير يكظم غيظه ويخطب بحماس مصطنع من دون التلويح بعكازته في احتفال انفصال جنوب السودان عن الوطن الام في صفقة ستكون الخرطوم خاسرة فيها!! .
حضر البشير حفل انفصال 20% من السكان واقتطاع 25% من ارض السودان لإقامة دولة جديدة (صناعة غربية) غنية بالمياه والنفط واشياء اخرى وستكون توأم اسرائيل أو أداة بيد اسرائيل وامريكا والغرب كما ستكون شوكة ولكن ليس بخاصرة السودان بل بأسفله لأن موقعها في الجنوب, على ان تكون دارفور هي الشوكة او الخنجر في الخاصرة!! .
الرئيس البشير ربط الانفصال بالسلام بين الجنوب والشمال, وبرره بتوفير الأمن للشمال, واعتقد واهماً ان الغرب سيرفع العقوبات عن الخرطوم مقابل القبول بتقسيم السودان وقد اعلن ذلك صراحة حين القى كلمته باحتفال انفصال الجنوب الذي يسمونه الآن (استقلال) الجنوب, فطالب برفع العقوبات وناشد امريكا والغرب بالوفاء بالتزاماتها تجاه السودان وفي مقدمتها رفع العقوبات وبالطبع الغاء الاتهامات الموجهة اليه!! .
اعتقد ان القيادة السودانية وقعت في فخ الغرب او انها "بلعت الصنارة" وعلقت في مشكلة ليس لها حل, فالغرب لن يسامح البشير ولن يرفع العقوبات بل قد يفتح ملف دارفور ويبدأ العمل على انفصال هذا الجزء الغربي من البلد العربي الذي يواجه التقسيم بالقطعة والتقسيط المريح ضمن خطة تقسيم بلاد عربية اخرى.
انا على يقين, والبشير يعلم ذلك ايضا, بأن انفصال الجنوب مؤامرة غربية هدفها تقسيم السودان الذي سيصبح في المستقبل القريب "سلة الغذاء العربي" حيث الارض الخصبة الواسعة والمياه الوفيرة, ويعرف ايضاً ان الغرب يسعى الى فصل دارفور تحت عنوان الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحماية شعب دارفور من "الابادة الجماعية"!! .
وبمناسبة الحديث عن "قيام دولة جديدة" في جنوب السودان ومشاركة الشرق والغرب والشرعية الدولية في الاحتفال بهذه المناسبة, يجب ان نتذكر موقف الشرق والغرب والشرعية الدولية من اعلان قيام الدولة الفلسطينية في ايلول المقبل بالامم المتحدة وهو الاعلان الذي رفضته واشنطن ولوحت وهددت باستخدام كل الوسائل لوقف هذا المشروع, أليس من حق الشعب الفلسطيني ان ينال حريته واستقلاله وحقوقه الشرعية والانسانية داخل حدود دولة فلسطينية مستقلة?!
اعتقد أنه سؤال غريب من الصعب الاجابة عليه من قبل كل الذين احتفلوا باقامة دولة جنوب السودان!!0
Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم