واشنطن وحليفاتها تتراجع عن تأييد الدولة الفلسطينية
سلامه العكور
11-07-2011 03:43 AM
مجلسا الشيوخ والنواب الأميركيان يحذران الفلسطينيين من التوجه الى الامم المتحدة للاعتراف بدولة فلسطينية على حدود «1967» ملوحان بخفض أو بقطع المساعدات المالية عنهم اذا ما قرروا المضي في خطتهم..وهنا يمكن القول انه لا يوجد في الدنيا جهة أو دولة تمارس الضغوط على الفلسطينيين كما تفعل الولايات المتحدة الاميركية باداراتها المتعاقبة.. فهي اي الولايات المتحدة تدعم سياسة اسرائيل في الاستيطان التوسعي على حساب الاراضي الفلسطينية.. وهي تشهر (الفيتو) ضد اي مشروع قرار دولي يدين سياسة العدوان الاسرائيلية الوحشية ضد الشعب الفلسطيني وضد قواه الوطنية.. بل انها تدعم هذه السياسة العدوانية بالمال والسلاح كما فعلت مثلا في حرب (5حزيران 1967) ثم في حرب (1973) وأخيرا في العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة..
الولايات المتحدة طالبت السلطة الفلسطينية باجراء انتخابات ديمقراطية كي تقدم لها الدعم المالي وعندما فازت حركة حماس في هذه الانتخابات لم تعترف بها وفرضت على حكومتها حصارا قاسيا وعقوبات سياسية ومالية وحشدت موقفا دوليا معاديا لها.. وقد لعبت دورا تآمريا خبيثا ولئيما بتمزيق وحدة الصف الفلسطيني وتهدد السلطة الفلسطينية وحركة فتح اذا ما واصلت استعدادها لتحقيق الاتفاق أو التوافق مع حركة حماس..
ومن التجارب الفلسطينية والعربية على صعيد التعاطي الأميركي مع تطورات الصراع مع اسرائيل ثبت بالملموس أن الولايات المتحدة ليست منحازة فقط لاسرائيل في سياستها العدوانية والتوسعية في الأراضي الفلسطينية والعربية بل هي متطابقة بسياستها في هذه المنطقة مع سياسة اسرائيل دون أن تخرج عنها ولو قيد أنملة.. بل هي تجند امكاناتها وقدراتها السياسية والمالية والعسكرية وعلاقاتها مع دول المنطقة في خدمة اسرائيل ومصالحها وأهدافها..
وهنا نتساءل: هل تراجعت الادارة الاميركية عن موقفها الذي أعلنه الرئييس باراك أوباما غير مرة عن تأييدها لقيام دولة فلسطينية على حدود (1967)؟!..
ولماذا تصر الادارة الاميركية بما فيها مجلسا الشيوخ والنواب على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية رغم استمرار عمليات الاستيطان بدلا من ذهاب الفلسطينيين الى الامم المتحدة التي تضم (115)دولة على الأقل معترفة بالدولة الفلسطينية وهناك على الأقل (20) دولة بصدد اعلان اعترافها بالدولة الفلسطينية قبل أيلول المقبل..
ان تلويح أو تهديد مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين بخفض او تعليق او حتى قطع المساعدات المالية عن الفلسطينيين اذا لم يذعنوا لشروط حكومة نتنياهو -ليبرمان العنصرية التي هي أيضا شروط اميركية انما هو ابتزاز صريح للجانب الفلسطيني وبالمقابل هو دعم سافر وخبيث لاسرائيل..
الأنكى أن اللجنة الرباعية المشكلة من الولايات المتحدة ومن الاتحاد الأوروبي ومن روسيا ومن الأمم المتحدة تقول على لسان ممثلها توني بلير: انه لا بديل للمفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية وانها بصدد اعلان هدفها بمنع الفلسطينيين من التوجه الى مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة بطلب العمل على اقامة دولة فلسطينية على حدود (1967).. لذلك فان الجانب الفلسطيني والعربي لن يحصد من الرهان على الدور الأميركي والأوروبي سوى خيبة الأمل.. ورهانه على الدور الأميركي بصورة خاصة كالذي يراهن على امكانية صيد السمك في صحراء نيفادا..
الرأي