الذكرى الثامنة والثلاثون لجريمة احراق المسجد الاقصى المبارك
20-08-2007 03:00 AM
عمون - بترا - من حمد الحجايا ..
تصادف غدا الحادي والعشرين من اب ذكرى مرور ثمانية وثلاثين عاما على جريمة احراق المسجد الاقصى المبارك على يد اليهودي المتطرف مايكل دينيس روهان..
في الوقت الذي ما زالت فيه سلطات الاحتلال الاسرائيلي تواصل خطط التهويد بالاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والتي من اخطرها حفر الانفاق تحت أساساته في محاولة لطمس المعالم الإسلامية والعربية واتباع سياسة الاستيطان الاحلالي لتغيير الوضع الديمغرافى في مدينة القدس. وتاتي هذه الذكرى الأليمة وما زال الالم ماثلا في وجدان كل العرب والمسلمين مع مطلع كل فجر لذلك اليوم المشؤوم الذي استمرت بعده اليد الغاصبة بالنيل من كل ما هو مقدس في مدينة الانبياء وحاضنة الرسالات السماوية على الأرض المباركة وبوابتها الى السماء..
نائب رئيس لجنة اعمار المسجد الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة الدكتور رائف نجم قال ان احراق الاقصى جريمة تجسد حالة التطرف اليهودي للسلطات الاسرائيلية التي باركت هذا العمل لا بل وخططت له عندما سمحت لليهودي مايكل دينيس بالعودة من استراليا الذي سفر اليها بعد اكتشاف محاولته القيام بجريمته قبل عام من تاريخ احراق الاقصى في 21 اب وسهلت له عملية الاحراق عندما قامت بقطع الماء والكهرباء عن الموقع في وقت تنفيذ العملية مما اضطر الاهالي الى اخراج المياه من الابار واطفاء الحريق الى ان وصلت سيارات الاطفاء من الخليل ورام الله .
واضاف ..لكن الذكرى هذا العام تمر ومنبر صلاح الدين شامخا في محراب الاقصى بعد ان نجح الاردن في تركيبه بموقعه وتحقق الحلم الذي كان مشروعا قبل 30 عاما وطموحا لجلالة المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه الذي دعم المشروع وتابع تحقيق هذا الطموح جلالة الملك عبدالله الثاني خطوة بخطوة وبدعم كامل- فني ومادي- الى ان تم نقله وتركيبه في موقعه بالمسجد الاقصى المبارك في بداية هذا العام .
وبين ان منبر صلاح الدين الجديد هو الوحيد في العالم المصنوع بهذا النسق المعماري الدقيق بطريقة "التعشيق" والحفر والتطعيم بطريقة فنية متقنة من قبل فنيين مهرة من بلدان اسلامية عدة حيث منحوا الوقت الكافي لانجاز العمل في المنبر الذي خرج بشكله ومصنعيته التي تفوق المنبر القديم نظرا لاستخدام الاساليب المعمارية الحديثة .
وقال المهندس نجم ان القدس تعتبر متحفا تراثيا حيا وكنزا حضاريا ثمينا للإنسانية جمعاء إضافة الى قيمتها الروحية والدينية عند الديانات السماوية .. فهي أولى القبلتين للمسلمين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسول الله إلى السماء كما كانت قبلة الديانة المسيحية وفي أكنافها ولد النبي عيسى المسيح عليه السلام .
وقال ان الاردن لم يأل جهدا في الحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسجد الاقصى ولم يغفل لحظة عن حق الدفاع عنها في المحافل والمنظمات الدولية موظفا كل طاقاته وامكانياته لتامين سلامة المقدسات وصونها من الاعتداء والعبث وتغيير المعالم الذي تنبه لها الاردن باكرا الى ان أدرجت مدينة القدس ضمن " قائمة التراث العالمي المعرض للخطر " في منظمة اليونسكو بقرار صدر عام 1982 .
واشار الى انه "بعد عام 2000 عندما دخل شارون الاقصى يرافقه ثلاثة الاف جندي اسرائيلي اصبحت عملية الاعمار تواجه صعوبات ومعوقات كثيرة من الجانب الاسرائيلي في العديد من المواقع التي يجري ترميمها والتي منعت ترميم الجدار الجنوبي الذي كان يشكل خطرا على مبنى الاقصى.. لكن بفضل الضغوط الاردنية على الجانب الاسرائيلي سمحت السلطات الاسرائيلية بمتابعة اعمال الترميم ..
وعند ترميم جدران الزاوية " الخنثنية " الموجودة جنوبي مبنى المسجد الاقصى كررت السلطات الاسرئيلية منعها للعمل وعطلته لمدة ثلاث سنوات وعادت جراء الضغوط الاردنية وسمحت بعمليات الترميم في شهر اب الحالي والعمل جار حاليا في ترميمها " .
ونوه الى ان الاردن في كل مرة تتدخل فيها السلطات الاسرائيلية بمنع عمليات الاعمار والترميم يستخدم كل الجهود الدبلوماسية والضغوط الدولية على الجانب الاسرائيلي بحق الاردن الديني والتاريخي حسب ما نصت عليه اتفاقية وادي عربة التي ضمنها الاردن نصا واضحا وصريحا بالاشراف على المقدسات والمحافظة عليها والقيام باعمال الاعمار والترميم اللازمة داخل حرم المسجد الاقصى وساحاته الكاملة والتي تبلغ مساحتها الاجمالية 144 دونما.
واوضح ان اللجنة تمكنت من ترميم المصلى المرواني في الزاوية الجنوبية الشرقية الذي يقع تحت المسجد الاقصى بعد الادعاءات الاسرائيلية بتحرك اساساته بمقدار انش الى الناحية الشرقية والتي طالبت باقفال هذا المصلى وتم تركيب جهاز " نظام شد القضبان " الذي ربط الاعمدة الحجرية مع الجدار الشرقي لتمكين المبنى احترازا لكون الشق الموجود في سقف المصلى قديما وثبت هندسيا بطلان ادعاء الاسرائيليين وان اساسات المصلى لم تتحرك اصلا من مكانها .
وحول ما قامت به اسرائيل العام الماضي من حفريات قرب باب المغاربة في الجهة الغربية من المسجد الاقصى بين نجم ان السلطات الإسرائيلية تنوي السيطرة على موقع المسجد الاقصى من الخارج اضافة الى تدمير الاثار الاسلامية العثمانية والمملوكية والاموية الظاهرة للعيان في مواقع عدة في ذلك الجانب بقصد الاستيلاء على مسجد البراق الموجود تحت باب المغاربة وتوسيع ساحة الصلاة للنساء اليهوديات خلف حائط البراق.
كما اشار الى ان السلطات الاسرائيلية تهدف من وراء هذه الحفريات الى فتح طريق وبناء جسر لتسهيل دخول القوات الاسرائيلية الى ساحات المسجد الاقصى بوقت قصير اذا اضطرت الى ذلك ..وبفضل الحملة الاردنية والعربية والاسلامية وعدد من دول العالم اوقفت هذه الحفريات مؤخرا موضحا ان الاسرئيليين لم يجدوا أي اثار يهودية كما يزعمون في موقع الحفريات.
ولفت الى انه تمت مناقشة قضية اعمال الحفريات في باب المغاربة في اجتماع لجنة التراث العالمي الاخير في نيوزلندا وكان القرار بتشكيل لجنة من قبل اليونسكو بمشاركة الاردن للاطلاع على واقع الحفريات وتضمينها تقريرا مفصلا عن مقدار الضرر الذي لحق بالمسجد الاقصى جراء هذه الحفريات ليصار الى اتخاذ قرار بشانها.
ولفت نجم الى ان اسرائيل وبعد فشلها في سياسة التوسع الاستيطاني اليهودي وفشل الاستيطان الاحلالي وتبدد حلمها باسرائيل الكبرى الذي انحصر ما بين الجدار الفاصل والبحر انتهجت سياسة التغطية على فشلها برسائل سياسية بانه ان الاوان لبناء الهيكل اليهودي المزعوم لاعادة الثقة بالدولة الاسرائيلية من قبل اليهود في الداخل الاسرائيلي وفي العالم .
امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس عبد الله كنعان قال "ان جريمة احراق الاقصى كانت من اكثر الجرائم ايلاما بحق الامة ومقدساتها ومن ابشع الاعتداءات على حرم القدس الشريف كما كانت خطوة يهودية فعلية على طريق بناء الهيكل اليهودي المزعوم مكان المسجد الاقصى وكانت الكارثة الحقيقية التي اعقبت هذا الاعتداء عندما اطلقت محاكم الكيان الصهيوني سراح المجرم دون اي عقوبة او ادانة بحجة انه مجنون" .
واشار الى ان جريمة احراق الاقصى كانت مؤلمة وغادرة قام بها اليهودي المتطرف مايكل دينيس بجبن حيث قام بعد ان انتهى المصلون من اداء صلاة فجر ذلك اليوم وفرغ المكان باشعال النار في اركان المسجد وشب الحريق في ثلاثة مواقع واستمر عدة ساعات التهمت فيها السنة النار مسجد عمر بن الخطاب ومحراب زكريا ومقام الأربعين وثلاثة أروقة ممتدة من الجنوب شمالا داخل المسجد الأقصى .
وبين ان الحريق غطى ما يزيد على 1500 متر مربع من المساحة الأصلية البالغة 4400 متر مربع محدثا اضرارا كبيرة في بناء المسجد الأقصى المبارك وأعمدته وأقواسه وزخرفته القديمة وسقط سقف المسجد وعمودان رئيسان مع القوس الحامل للقبة على الارض كما تضررت أجزاء من القبة الداخلية المزخرفة والمحراب والجدران الجنوبية وتحطم 48 شباكا من شبابيك المسجد المصنوعة من الجبص والزجاج الملون واحترقت اغلب الزخارف والآيات القرآنية .
واكد كنعان ان المسجد الاقصى رمز لإيمان الأمة وهويتها العربية والإسلامية وهو قضية امة وشعب يفرض عليهما الواجب القومي والديني ان يكونا بمستوى هذه القضية وتحدياتها ..فهل لنا ان نطمح بذلك .. ام نبقى نفكر خارج سياق التاريخ
منظمة المؤتمر الإسلامي
الى ذلك أعربت منظمة المؤتمر الإسلامي عن غضبها
لاستمرار إسرائيل في أعمال الحفر ومصادرة وهدم المباني بجوار المسجد
الأقصى داعية المجتمع الدولي إلى إجبارها على "الرضوخ لقرارات الشرعية
الدولية لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة".
وعبر الأمين العام للمنظمة أكمل الدين احسان اوغلي عن "غضب واستنكار
الأمة الإسلامية للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة في الأراضي العربية
المحتلة بصفة عامة وتجاه مدينة القدس والمسجد الأقصى بصفة خاصة لا سيما
استمرار عمليات الحفر ومصادرة وهدم ونسف العقارات الوقفية للمسجد وتمادي
إسرائيل في إجراء الحفريات والأنفاق العميقة تحته وخلفه مما يعرضه
للانهيار".
وأكد اوغلي في بيان أصدره اليوم الثلاثاء في الذكرى الثامنة والثلاثين
لحريق المسجد الأقصى أن "مدينة القدس والأماكن الإسلامية والمسيحية فيها
تمثل للامتين العربية والإسلامية خطا احمر لا يجوز المساس به من قبل
سلطات الاحتلال الإسرائيلية".مشيرا إلى أن "كل الإجراءات الإدارية
والتشريعية التي قامت بها إسرائيل لتغيير الوضع القانوني لمدينة القدس
هي تحد صارخ لقرارات الأمم المتحدة التي أكدت باستمرار على أنها باطلة
وغير شرعية".
يشار الى أن مجموعة من المتطرفين اليهود أضرموا النيران في المسجد
الأقصى في 21 آب/أغسطس عام 1969 وامتدت النيران لتلتهم منبر صلاح الدين
ومحراب النبي زكريا وأجزاء كثيرة من المسجد.