لبنان على مفترق الطرق!!!!
د. سحر المجالي
09-07-2011 04:47 PM
جاء القرار الاتهامي للمحكمة الدولية الخاصة باغتيال الشهيد رفيق الحريري والذي صدر يوم الاثنين 4/7/2011 لبعض الأطراف اللبنانية ليشكل لحظة حاسمة في تاريخ العلاقة البينية بين مكونات المجتمع اللبناني ولينذر بتهديد جدي وجديد للسلم المجتمعي اللبناني.
لكن على ما يبدو بأنه، لا تيار 14 آذار ولا مجموعة 8 آذار ولا الحكومة اللبنانية، وقبل هذا وذاك المجتمع اللبناني، على استعداد لأن يضحي بألاسس التي قام عليها السلم المجتمعي في لبنان من أجل سحابة صيف عن قريب تقشع.
لبنان ... هذا الجزء العزيز من وطننا العربي الذي شأنه شأن الأردن وسوريا وفلسطين والعراق، ضحية لمؤامرة سايكس-بيكو البغيضة التي ما زلنا نئن تحت وطأة تداعياتها الكارثية.
وتشير المعطيات، إلى ان ما يبشر بخير للبنان، الوطن والشعب والدور، هو سيادة العقلانية على نمط التطرف المذهبي والإستقطاب الطائفي والتمحور السياسي. فلا دولة الشيخ سعد الحريري، ولا السيد حسن نصر الله، ولا دولة الرئيس نجيب ميقاتي، ولا السيد سمير جعجع وباقي قادة الجبهة اللبنانية، مع جعل هذا القرار مجالاً رحباً للتصعيد وتهديد العقد الإجتماعي بين مكونات المجتمع اللبناني. ففي احاديثهم الرسمية وتجاذباتهم البينية، وإشاراتهم غير الرسمية، نلمس مدى المسؤولية التي إتسمت بها تصريحاتهم، وندرك المدى الايجابي الذي يؤطر تصوراتهم للتعامل مع هذه القضية الإشكالية، وبما يحافظ على السلم المجتمعي اللبناني. ونستقرئ مدى إدراكهم الى أهمية أن تمثل دماء الشهيد رفيق الحريري حالة إجماع وتوحيد لجميع اللبنانيين، لا أن تساهم في تحويل هذا الوطن الجميل الى شظايا متناثرة واكوام من التحارب المذهبي والطائفي والسياسي.
كما ان ما يبشر بخير لهذا الوطن الذي نحب، هو إدراك المكونات الاخرى للمجتمع اللبناني، سواء الطائفية او العرقية او المذهبية كالدروز وغيرهم لأهمية القفز على تداعيات القرار الاتهامي الدولي لمجموعة من اعضاء حزب الله في إغتيال الشهيد رفيق الحريري، وتفعيل دورهم الايجابي للوصول الى تفاهمات تضفي الى خروج لبنان من عنق الزجاجة الى رحابة السلم المجتمعي، وذلك بتعزيز المصالح المشتركة للشعب اللبناني في الوحدة والتحرر والتنمية، وتقليص هوة الإختلاف والخلاف في الرؤى السياسية والطائفية، خاصة في هذه الظروف التي تمر بها مكونات الامة العربية نتيجة للحراك الشعبي الحضاري الذي يبشر بأن ملامح سايكس-بيكو التي فرضت وجودها على الامة العربية، خاصة في المشرق، قد بدأت بالتآكل، على الاقل وجدانياً وشعبياً.
اعتقد بأن المجتمع اللبناني بنهجه الحضاري في التعامل البيني لقادر على استيعاب كافة التداعيات التي افرزها القرار الاتهامي لبعض افراد حزب الله في اغتيال الشهيد رفيق الحريري. وكلنا أمل بأن يكون لبنان واللبنانيون مثالاً للتآخي والحرص على مصالح لبنان ومستقبله، الأمر الذي يعزز المحصلة النهائية مصلحة الامة وحقها في الوحدة والتحرر والتنمية.
لذاك فإن المطلوب من القادة اللبنانيين كافة، وعلى رأسهم الشيخ سعد الحريري والسيد حسن نصرالله ونجيب ميقاتي ووليد جنبلاط وسمير جعجع، وغيرهم من المؤثرين في الحراك السياسي اللبناني، ان يتقوا الله في لبنان، حاضره ومستقبله، وليجعلوا من إستشهاد رفيق الحريري، ميلادا جديدا لأخوة لبنانية جديدة، بعيدة عن الطائفية والمذهبية والإستقطاب السياسي..