اللحية الغانمة لا تحددها شفرة الحلاقة
احمد ابوخليل
09-07-2011 06:55 AM
"لا يملك ثمن شفرة حلاقة".. عبارة نقولها على سبيل الإشارة إلى ضعف الحالة المادية للشخص الذي نتحدث عنه, والكلام هنا يجري غالباً عن شفرة حلاقة الذقن على وجه التحديد وليس حلاقة أجزاء أخرى قد تجري بلا شفرة أصلاً.
الواقع انه منذ زمن طويل لم تعد شفرة الحلاقة تصلح كمثال للسلع ذات السعر المتدني, وقد انضمت منذ زمن طويل إلى السلع متعددة الموديلات والأصناف, وصرت تجد في الأسواق شفرات حلاقة "موضة قديمة" وأخرى "آخر موضة", وهي تتغير من سنة لأخرى, وتقوم الشركة الأكثر شهرة في صناعة شفرات الحلاقة بتغيير متواصل على التصاميم والألوان والمسميات, وهي تصر عند كل تغيير, على أن الشفرات السابقة لم تعد جديرة باللحى الغانمة للمستهلك, الذي لا تكون لحيته كذلك إلا إذا استخدم آخر موديل من شفراتها, ويتبارز الناس أصحاب اللحى الحليقة في صنف الشفرة التي يحلقون بها ويتبادلون النصائح والآراء.
مطيلو اللحى, بقصد أو بلا قصد, لا يهمهم صراع الشفرات ذاك, ولكن ذوي "اللحى الممشطة" منهم يكونون ممن يملكون ثمن شفرة حلاقة, ولكنهم حتى لو لم يكونوا كذلك, فإن أمر شفرات الحلاقة بمجمله لا يهمهم لأنه لا يؤثر على كون لحاهم ممشطة.
الخلاصة في هذا المجال أن هناك عناصر كثيرة تحدد كون اللحية "غانمة" أم لا, والأمر قد يحتاج لكثير من البحث, ولكن يمكن القول حالياً, ولو بشكل مؤقت, بأن حيازة أثمان كل شفرات الحلاقة لا يعني بالضرورة توفر شروط "اللحية الغانمة".
ahmadabukhalil@hotmail.com
العرب اليوم