قبل حوالي أسبوعين كنت في احد المستشفيات لزيارة أحد الأقارب الذي عانى مراراً من خطأ في التشخيص الطبي اضطر بسببه الى دخول المستشفى!!.. وفي ردهات المستشفى ذاته سمعت الكثير من القصص لأناس عديدين كانوا قد عانوا الويلات بسبب إهمال بعض الأطباء والطاقم الطبي في التشخيص والعناية الطبية اللازمة للمرضى.
لغاية الآن لا يزال الحقل الطبي الأردني يمتاز بالسمعة الحسنة، بحيث يعتبر الأردن من الوجهات السياحة العلاجية والطبية في الوطن العربي... ولأننا ندرك أن الثمر الطيب قد يشوب قليل منه بعض التلف!!.. لذا يصبح من الواجب علينا أن نسلط الضوء على عينة من الأطباء المستغلين حتى ولو كانت قليلة وذلك لأنها تزعج الأطباء الشرفاء؛ إضافة الى الناس أجمع، حيث يقوم هؤلاء بإستخدام الطب كتجارة متناسين الأبعاد الإنسانية التي تحث عليها كل الديانات، ومتناسين أيضاً قَسم المهنة!!.
فقمة الثقة في المعالجة والتداوي، أن المريض وأهله يضعون على عاتق الطبيب جل ثقتهم كأمانة، ويرصدون للتشخيص والعلاج دم قلوبهم وقد يوفرونه من قوتهم اليومي لحساب العلاج الذي يعلق المريض وأهله عليه كامل آمالهم.
الطب المهنة الإنسانية الأرقى.. فقد كانت ولا زالت منذ أول الحضارات أهم المهن التي غيرت حياة البشر... ومن هذا المنطلق فإنه علينا جميعاً أن نقف بالمرصاد لأي شخص أو جهة تحاول المساس بسمو ورقي هذه المهنة؛ إضافة الى محاربة بعض السلوكيات المقيتة لمن يتاجرون بتكاليف العلاج لدرجة المبالغة في الفحوصات غير الضرورية من أجل تنفيع صاحب مختبر قريب بنسبة مالية متفق عليها مسبقاً... أو حتى من أجل التعاون مع صيدلية معينة يتفق معها الطبيب دون غيرها.. غير متناسين الأتفاق المادي المحض بين بعض شركات الأدوية مع عينة من الأطباء لأجل تسهيل وترويج بيع دواء معين بهدف الإستفادة المادية للطرفين، بحيث يجعل في الأمر شيئاً من السمسرة البغيضة التي ترهق كاهل المريض فوق وهنه وضعفه.
وهناك أيضاً نوع آخر من التجارة بألم الناس!!.. فمن يتابع الصحف الدعائية الصفراء ويراقب بعض الإعلانات عن طرق التداوي التي تنافي العقل والمنطق الطبي، من علاج لصدفية وفقدان الوزن السريع ومعالجة السرطانات يدرك أهمية المكافحة السريعة لأي جهة أو فرد يحاول التنفع بضلال الناس وتضليلهم والتنفع من قوت المريض وضعفه وسرعة تعلقه بالأمل!.
نفخر نحن الأردنيين بقصص النجاح التي تحف الحقل الطبي الأردني عبر إنجاز أخصائيين وكفاءات طبية متفردة حول العالم، وأسماء أردنية عريقة عملت وتعمل في أهم المستشفيات ومراكز الأبحاث الطبية في العالم... فهذا الحقل الطبي والمفخرة العلمية التي شيدناها بالأردن من كفاءات طبية ودوائية وصناعات ومراكز أبحاث علمية وطبية علينا حمايتها من أي شبهة قد تعكر صفو سمعتها التي تدر على الأردن الأموال وتساهم في رفعة منجزات الوطن؛ إضافة الى رفع مستوى التنمية الصحية فيها.
ندعو الله أن يشفي جميع مرضانا، وأن يحمي منجزات الوطن... وأبعدنا الله وإياكم من حبائل منتفعي ومقتنصي الضعف والألم الذين يتاجرون بآلام الناس دون وخز ضمير.
الرأي