التنبؤات الجوية تشير الى دخول موجة صيفيه حاره ، والمملكة تتأثر بموجة حاره ، وسوف تستمر يومي السبت والاحد ، ودخول الموجه الحارة يعني ارتفاع درجة الحرارة عن معدلها بحوالي (5) درجات مئويه فاعلى ، لذا يكون الجو حاراً و جافاً ، والمزاج متعكرا ، والوضع العام متأزما .

الدراسات الانثربولوجيه التتبعية تؤكد ان الإنسان منذ قديم الزمان كان يستشعر بتأثير الطقس والمناخ على صحته وبرامج عمله ورفاهيته، فنقرأ كيف ان أبقراط " ابو الطب " الطبيب اليوناني اشار قبل 2500 عاما إلى العلاقة بين اختلاف المناخ باختلاف الأماكن وبين الحالة الصحية.

والعادات والتقاليد الشعبية في كل مكان من العالم غنية بالحكم والمعتقدات التي تواجه الناس لتفادي الإصابة بالأمراض والأخطار الناتجة عن تقلب الأحوال المناخية ، غدا مع دخول الموجة الحاره والتي لن تكون الاخيره فنحن في فصل الصيف وسوف يستمر حتى نهاية شهر ايلول؛ فان درهم وقاية خير من قنطار علاج " ، ولكي نتجاوز السلوكات الخاطئة ، واتباع الحيطة والوقاية خلال هذه فصل الصيف بهدف التعايش مع الحرارة المرتفعة، واشتداد أشعة الشمس كون درجة حرارة جسم الإنسان تضطرب في حال ارتفاع درجة الحرارة الخارجية بنسبة كبيرة مع ازدياد الرطوبة التي تقلل من فعالية العرق في خفض درجة حرارة الجسم .

ولتفادي الوقوع في السلوكات الخاطئة ولتجنب التعرض للإصابة بأمراض الصيف واهمها " ضربة الشمس " ، نؤكد على تجنب التعرض لأشعة الشمس مباشرة لا سيما عند الظهيرة، ووضع غطاء على الرأس في حال الاضطرار للخروج من المنزل، وعدم تناول المشروبات الغازية لاطفاء العطش ،فالمشروبات الغازية ترفع مستوى الضغط " الأسموزي" داخل الخلايا، وترفع من مستوى سكر الدم، مما يزيد من الإحساس بالعطش، وهو ما يشعر به الكثيرون، فيطلبون الماء بعد تناول المشروبات الغازية، لذا يجب الحرص شرب الماء ، والحرص على عدم الانتقال المفاجئ من جو يتمتع بحرارة مرتفعة إلى جو مليء بالبرودة، أو الوقوف أمام المروحة او قريب من " الكوندشن " لأن ذلك يؤدي إلى تأثر الأغشية المخاطية لمداخل الجهاز التنفسي في الأنف والحلق، ويؤدي للاصابة باعراض تشبه الأعراض الناجمة عن فيروس " الانفلونزا " كالشعور بالإعياء والزكام، وتجنب شرب المشروبات التي تحتوي على الكافئين بسبب فعلها المدر للبول، وارتداء الملابس الخفيفة والفضفاضة ذات اللون الفاتح ، وفي هذه العجالة احذر وبالصوت العالي الآباء والأمهات بعدم اصطحاب الاطفال معهم إلى الأسواق في وقت الظهيرة، وتركهم ينتظرونهم داخل السيارات لحين شراء الحاجيات لأن ارتفاع الحرارة داخل السيارة يؤدي إلى الإصابة بضربة الشمس، او ترك الابناء يلعبون في الحارات والشوارع ويلهون في خارج البيوت ، ويجب عدم الماح لهم بالخروج الا للضروة القصوى . والتوصية الأخيرة التي سوف تغضب وزير المياة وأؤكد له بأن ما سنستخدمه من مياه في الصيف سوف نوفره في الشتاء، فانصح بضرورة الاستحمام مرة او مرتين يوميا اوعند اللزوم ، كمواطنين نعد وزير المياه باننا سنتحمم في الصيف ونتيمم في الشتاء، واذا الحكومه لا يعجبها هذا الاقتراح فاننا قول : " الشعب مسامحكم بالكوندشنات ، الشعب بده مراوح ودشاديش ".

مسك الكلام ،،، لنتذكر بأن فصل الصيف فصل المرح والفرح ، فأدعوكم الى تجنب الغضب وسرعة الانفعال والعصبية الزائدة وان نتحمل البعض ، وان لا تكون الموجه الحاره وارتفاع الحراه مبررا للغضب والانفعال والنرفزة والسوق بسرعة جنونية وارتكاب الحوادث والمشكلات الاجتماعية والتسلح بالقول الدارج على السنة البعض " حل عني انا امشوب " .

اكاديمي ، تخصص علم اجتماع
ohok1960@yahoo.com