أمن العراق ليس مطلبا اميركيا ..
سلامه العكور
19-08-2007 03:00 AM
يجب ان لا يخيل لأي مراقب ان الادارة الامريكية حريصة على اعادة الامن والاستقرار الى بغداد والى المدن والاراضي العراقية..
فهي رغم مزاعمها وتظاهرها بالسعي لاعادة الامن عبر وسائل الاعلام والصحافة الامريكية ،الا انها تلجأ لأي وسيلة لتأجيج العنف والاضطرابات والفوضى ونسف الامن هناك..فعندما تدعم احزابا مستبدة بالحكم لتشكل ائتلافا جديدا يتفرد بالحكم ويمارس سياسة الاقصاء ضد الغير ، ويصر على نهج المحاصصة-، فانها تكون اي الادارة الامريكية قد شجعت على تأجيج جذوات الحروب الطائفية والمذهبية والعرقية..
ونسفت اي فرصة قد تتاح لتحقيق الامن والاستقرار ، وبالتالي لتهيئة المناخ السياسي والامني الملائم للمصالحة الوطنية..
فالرئيس بوش يرى بقاء قواته في العراق رهنا باستمرار العنف والفوضى وبغياب الامن والاستقرار ..والا فما هو الداعي لبقائها..
لذلك فان اوساطا سياسية واعلامية امريكية واطلسية تروج لضرورة بقاء قوات الاحتلال الامريكي- البريطاني- الاطلسي في الاراضي العراقية خشية الانهيار الامني ونشوب حرب اهلية بعد انسحابها!!..
ويجب ان لا يخفى على احد دوافع حكومة المالكي في المطالبة ببقاء قوات الاحتلال في العراق..
ولنتذكر كيف تعيب ادارة الرئيس بوش في البيت الابيض وفي البنتاغون على الحزب الديموقراطي الذي فاز بانتخابات الكونغرس مطالبته بسحب القوات الامريكية من العراق ، وكيف تنكرت لارادة الغالبية العظمى من ابناء الشعب الامريكي لكونها وقفت ضد هذه الحرب المجنونة اولا ، ولكونها تطالب الان بالانسحاب ثانيا..
ورغم انهيار شعبية الرئيس بوش واركان ادارته من المحافظين الجدد المتصهينين بسبب هذا المأزق الامريكي القاتل في العراق ، الاان الرئيس بوش يستخف بعقول ابناء شعبه وبالرأي العام الدولي وبخبرات وتجارب جنرالات جيشه ، ويصر على مواصلة قواته لاحتلال العراق وتأخير انسحابها من اراضيه!!..
علما بأن بقاء القوات الامريكية في العراق يكلفها خسائر فادحة في الارواح والمعدات ، ويستنزف الاقتصاد الامريكي حيث تكبدت الخزينة الامريكية منذ احتلال العراق حتى اليوم ما يزيد عن 500 مليار دولار..
ان فشل اكثر من استراتيجية امريكية لتحقيق الامن للقوات الامريكية وتعرض هذه القوات لهزيمة عسكرية وسياسية واخلاقية نكراء قد دفع الشعب الامريكي نفسه ودفع الكونغرس بما في ذلك اعضاء من الحزب الجمهوري الحاكم للمطالبة بالحاح شديد بسحب القوات الامريكية او بجدولة الانسحاب من الاراضي العراقية..
وذلك لان ما تتكبده الخزينة الامريكية من مليارات الدولارات على حساب تحسين اوضاع المواطنين على الصعد الاجتماعية والصحية والتعليمية..
ففي مقال للكاتب الامريكي نيكولاس كريستوف في صحيفة نيويورك تايمز قبل ايام قال : بدلا من انفاق مليارات الدولارات في العراق وافغانستان دعونا نفعل الكثير لمساعدة الاردن الذي تدفقت اعداد كبيرة من العراقيين الى اراضيه لاسباب انسانية واستراتيجية على السواء !! واضاف كريستوف : يجب ان نتأكد بأن اطفال اللاجئين العراقيين يحصلون على التعليم وان الاردن يجب ان لا يتداعى تحت ثقل اللاجئين فهل تدرك الادراة الامريكية مسؤولياتها الجمة ومن ثم تسعى لتداركها؟!.
ان الرأي العام الشعبي الاوروبي والدولي محق جدا عندما رأى ان الرئيس بوش اخطر رجل في العالم على الامن والسلم الدوليين..