كتب رعد شريم:
في عالم تغيب فيه النماذج الجادة ويعلو فيه الضجيج على الفعل يطل هذا المسؤول كرجل دولة من طراز رفيع لا يعمل بحثا عن الثناء ولا يسعى خلف الأضواء لكنه بحضوره الهادئ وصمته العميق يحدث أثرا يتجاوز الصخب بكثير.
ما يحققه من إنجازات لا يمكن فصله عن التوجيهات السامية لجلالة الملك حفظه الله فهو يترجم رؤيته في العمل الميداني وخدمة المواطن وتعزيز بيئة الاستثمار ويطل على مسؤولياته ضمن أجندة وطنية لا تتأثر بالمصالح الضيقة ولا بالحسابات المؤقتة.
يحرص على فتح الأبواب أمام المستثمرين المحليين والدوليين وتسهيل الإجراءات وإزالة العراقيل لأنه يدرك أن الاقتصاد القوي هو أساس الاستقرار والتنمية.
يفكر بلغة الأرقام ويتحرك بعقلية استثمارية فاعلة دون أن يغفل البعد الإنساني والاجتماعي في قراراته ويؤمن أن الحديث عن الإنجاز لا يلغي الحديث عن الإخفاق بل إن الإشادة بالنجاح تعزز السلوك الإيجابي وتدفع نحو المزيد من العطاء كما أن الاعتراف بالتقصير هو طريق للتصحيح والنمو.
لا يهرب من المسؤولية ولا يتجاهل النقد بل يستمع وينصت ويتفاعل بروح عالية وعقلية مرنة.
خطواته ليست ارتجالية بل مدروسة تنم عن وعي عميق بتعقيدات الواقع ولا يتردد في اتخاذ القرار الصعب إذا اقتضت مصلحة البلاد ولا يتهاون في محاسبة المقصرين ولا يسعى لإرضاء الجميع لكنه يسعى لخدمة الجميع بعدالة وضمير حي.
يبرز في طريقة إدارته للملفات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية وفي حرصه على تطوير البنية التحتية وتحسين بيئة العمل الحكومي حيث يجمع حوله فريقا مؤمنا بالرؤية وملتزما بالنهج القائم على الكفاءة والانضباط.
ليس مجرد مسؤول بل قائد عملي ينزل إلى الميدان ويتابع التفاصيل عن قرب ولا يتعامل مع المنصب كامتياز بل كأمانة وثقة لقائد الوطن يجب أن تصان.
لا يكتفي بالتخطيط بل يصر على التنفيذ ويعتبر النتيجة هي المعيار لا النوايا.
واضح في مواقفه دقيق في قراراته مؤمن أن العمل العام لا يحتمل المجاملة ولا التسويف.
ما ينجزه في سنوات معدودة يختصر ما تعجز عنه شعارات كثيرة في زمن طويل ومع ذلك لا يدعي الكمال ولا العصمة بل يظل على قناعته بأن الطريق طويل وأن التقييم المستمر ضرورة وليس ترفا.
تجربته تستحق الإشادة لأنها تقدم نموذجا حقيقيا لمسؤول يعمل بعقل الدولة وروح المواطن وبتوجيه من قيادة هاشمية لا ترضى إلا بالريادة والتميز.
ولعل من أهم إنجازاته في المرحلة الأخيرة دعمه الواضح للبيئة الاستثمارية وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين وإصدار أكثر من مئتين وخمسين جواز سفر مستثمر في أقصر وقت مما يسهم في تحسين بيئة الاستثمار وتعزيز الثقة بالإدارة الحكومية.
معالي مازن الفراية رجل دولة بامتياز ابن الدولة العميقة والوجه المشرق للمسؤول الذي يستحق أن نشير إلى إنجازاته تماما كما نتحدث عن إخفاقات غيره فالإشادة بالإنجاز تعزز السلوك الإيجابي وترفع منسوب الثقة وتدفع الناس نحو الاندماج والتعاون مع مثل هذه النماذج التي تعبر عن التزام المسؤول الذي يخدم لا الذي يتسيد والذي يعمل لا الذي يدعي العمل والذي يخلص لا الذي يتسلق.
شكرا لمعالي الوزير مازن الفراية الذي يجسد بتواضعه وأدبه وحضوره صورة المسؤول الذي نحتاجه جميعا في مرحلة تحتاج إلى كثير من الصدق وكثير من العمل وكثير من الإيمان.