من خطاب جلالة الملك المعظم في قمة برلين:
"أنا فخور بأجيال الأردنيين المخلصين الذين يواصلون العمل لدعم حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة"
هكذا خاطب جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين المعظم اعز الله ملكه الأردنيين حملة الاجتهاد والاخلاص والمثابرة دعما وتثقيفا ورعاية وعناية وضعوها خدمة لكل ذوي اعاقة.
انه فخر ملكي لكل أردني حمل لواء الخدمة في حقول متعددة صحيا وعلاجيا وسياسيا واجتماعيا وثقافيا بحيث اضاف قيمة مضافة دعما لحقوق الاشخاص ذوي الاعاقة.
انني كمصاب بمرض باركنسون منذ قرابة العقدين، تذوقت فيها مختلف اشكال المرض وطأة وغلظة وتنمرا فمرض باركنسون بكلمات بسيطة هو خلل عصبي يؤدي الى انخفاض النواقل العصبية " الدوبامين " المسؤولة عن حركة العضلات الارادية للجسم بأكمله مسببة تجمد في حركة الجسم والوجه والصدر والمعدة والامعاء وغيرها مما يتصل بالنواقل العصبية.
خلاصة هو مرض عصبي حركي مستمر معيق للحياة وهنا تكمن الحاجة الى مجموعه من الاجراءات القانونية والصحية والعلاجية وجميعها يترافق معها الالم ويزداد وقد وصفها الشعراء:
لا يعرف الشوق الا من يكابده .. ولا الصبابة الا من يعانيها
من جرب الكي لا ينسى مواجعه .. ومن رأى السم لا يشقى كمن شرب
اللهم اني: (فوضت امري اليك، وألجأت ظهري اليك , لا ملجأ ولا منجي منك الا اليك)
ان الترجمة الحقيقية للتحدي للمرض وظروفه و التنور بما حققه الاخرين من انجاز مثال (محمد على كلاي / روح الفراشة تأملات في رحلة الحياة ومؤسسة مايكل ح فوكس لأبحاث مرض باركنسون) , والرغبة في نقل تجربة السيطرة على الاعراض لأطول فترة ممكنة كانت الدوافع لتأسيس هذا الجهد المؤطر مع نخبة من المؤسسين المتبرعين بوقتهم ومالهم لتكون جمعية للعناية بمرضى باركنسون واقع حيا لهذا التحدي.
واقتبس من كلمة جلالة الملك المعظم في قمة برلين:
"وهذا هو التحدي أمامنا في هذه القمة: أن ننظر إلى ما هو أبعد من المتاح، وأن نتصور ما يمكن أن يكون، وأن نتحلى بالشجاعة لسد تلك الفجوة بينهما، لاستعادة الأمل، ليس بالكلمات فحسب، بل بالأفعال أيضا".
6120 دقيقة من عمر الجمعية (الفتي) أنجزنا فيها من العمل والاتصال والاجتهاد والتوعية والتثقيف وتيسير الطرق نحو حياة أفضل لكل مريض من مرضى باركنسون، ان التفكير بمعطيات خارج الصندوق والانتقال من الحلم الى الحقيقة الواقعية يحتاج الى كثير من الايمان والتعاضد والصمود.
اننا كجمعية ومؤسسين وهيئة ادارية وهيئة عامة وافراد مرضى ومؤازرين لنتطلع الى يوم التوعية بمرض باركنسون الذي يصادف يوم الجمعة 11/4/2025 , نحو مزيد من الفهم لهذا المرض الاسرع انتشارا والاكثر صعوبة وتحملا، ونتآزر محليا مع القطاع العام والقطاع الخاص ومنظمات المجتمع المدني وكذلك المنظمات الدولية لدعم توجهات جمعية العناية بمرضى باركنسون في انشاء مركز طبي شمولي متخصص بأمراض باركنسون.
ان هذا الفخر الملكي لهو تاج على الرؤوس ومنارة للاهتداء، وتقدير للإنجاز ودعوة تحفيزية رائدة لأجل مستقبل يعيش فيه ذوي الاعاقة بالتساوي مع غيرهم في الوطن سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
حمى الله هذا الوطن ورايات سيد البلاد الهاشمية خفاقة.