لم يمر على الكيان الإسرائيلي طيلة سنوات الاغتصاب الـ 77 الماضية، يوم بلا خوف وعنف، فالشعب الإسرائيلي بإكمله يرزح تحت أثقال السلاح، يدمن التنكيل والذبح، وفي المقابل يبحث عن سبل تعزيز أمنه وتمكينه.

لم يشهد التاريخُ نجاحًا مطلقًا، كنجاح الآلة الحربية الهتلرية في اكتساح معظم دول أوروبا: بولندا، رومانيا، فرنسا، الدنمارك، بلجيكا، هولندا، النرويج، النمسا، اليونان، فنلندا، ألبانيا، أوكرانيا، كرواتيا، صربيا، هنغاريا، ليتوانيا، مقدونيا، تشيكوسلوفاكيا، يوغوسلافيا وجمهوريات الاتحاد السوفياتي.

ورغم ذلك فقد خفقت رايةُ النصر التي رفعتها فرقة المشاة 150 التي رفعها الأوكراني أليكسي بيريست والروسي ميخائيل ييغوروف والجورجي ميليتون كنتاريا على الريخستاغ في برلين يوم 30 أيار عام 1945.

قدم المقاتلُ من أجل الحرية البلغاري جيورجي ديميتروف رئيس وزراء بلغاريا بعد تحريرها، خريطة طريق النصر حين قال: «النازية ليست قَدَرا» وأن الجبهة الوطنية هي أول متطلبات النصر وشروطه.

واشتقاقًا من مقولة ديميتروف، مُنظّر الجبهة الوطنية الأبرز نقول: ان الاحتلال الإسرائيلي ليس قَدَرَاً، وإنه يمكن دحره.

فها هو الشعب العربي الفلسطيني، مستمر منذ أكثر من قرن، في مقاومة المشروع الاستيطاني التوسعي الإحلالي الاسرائيلي، وتزداد مقاومته ضراوة وسخاء، رغم الأكلاف المريرة الفادحة !!

كتبت هنا أمس «إن جيوش الاحتلال تخلق حركات مقاومتها» !!

ما قدمه ديميتروف متاحٌ برسم القراءة والتطبيق من جانب قادة الفصائل والأحزاب، التي يبلغ عددها 14 فصيلاً (اللهم لا تزد ولا ت... )، وخاصة «فتح» و»حماس»، اللتين إن ظلتا على الحوارات التلهوية التضليلية العبثية، وليس آخرها حوارات موسكو وبكين، وحوار القاهرة المرتقب، فإنهما تحرثان البحرَ وتدقان الماءَ في الإناء.

لقد تمكن فصيل مقاومة فلسطيني واحد، هو حركة حماس، من خداع إسرائيل يوم 7 أكتوبر،لم يكن ثمة عاصم للاحتلال يوم 7 أكتوبر 2023، كما لم يكن له عاصم يوم المباغتة الاستراتيجية المصرية يوم 6 أكتوبر 1973، ولن يكون للاحتلال عاصم في أيام أخرى.

الصراع الفلسطيني- الفلسطيني، المحتدم منذ ثلاثينيات القرن الماضي، يصب في مجرى إطالة أمد الاحتلال الإسرائيلي، وإطالة أمد العذاب الفلسطيني.

"الدستور"