هل أصبحت الفعالية للإخوان .. والهتاف للمستوزرين؟!
محمود الدباس - ابو الليث
06-04-2025 12:14 PM
منذ نشأتها.. أدركت الحركة الإسلامية.. أن الفعل السياسي والدعوي لا يُثمر.. إلا إذا كان مضبوطاً كنبض القلب.. منظّماً كصفوف الصلاة.. فكانت الفعاليات التي تنظمها.. تحمل صورة الانضباط.. وتُدار بكوادر واعية.. تعرف متى ترفع الصوت.. ومتى تكتمه.. ومتى تتقدم.. ومتى تنسحب.. ولذلك.. وإن وقع فيها خلل.. كانت تُحاسَب عليه.. كونها الجهة المشرفة.. وكان الناس يثقون بأنها على الأقل.. تتحمّل مسؤولية ما تطرحه وتدعو له.
لكن شيئاً ما تغيّر.. فالمراقب للمشهد في السنوات الأخيرة.. يلمس أن القبضة التنظيمية للحركة تراخت.. وأن الهتاف.. لم يعد صوت الجماعة.. بل أصبح خليطاً من كل ساعٍ للظهور.. راكبٍ موجة الفعالية.. دون أن يُدرك عمقها.. أو مرجعيتها.. وما عاد غريباً.. أن نسمع في وسط المسيرة.. شعارات تتقاطع مع قيم المجتمع الأردني.. وألفاظاً ما كان يليق أن تخرج من أفواه أبناء مدرسةٍ تقول إنها ربانية المقصد.
وحين يُسأل أهل الحركة عن هذا التسيّب.. يأتينا الجواب ذاته.. نحن مستهدفون.. هؤلاء ليسوا منا.. هؤلاء مندسون.. هؤلاء طامعون.. منهم من يريد لفت النظر لتتم ترقيته في سلّم الطموح السياسي.. ومنهم من يريد أن يظهر بمظهر المحرّك الأساسي للشارع.. لعل الدولة تغمز له بعين الرضا.. وتظن أنه من مفاصل الحراك.. فيُحسب حسابه لاحقاً.. حين توضع تشكيلة حكومية جديدة.. أو موقع متقدم.
لكن السؤال المؤلم هنا.. طالما أنكم تعلمون أنكم مستهدفون.. وينتظر الكثيرون الخطأ منكم.. وتدركون هذا الاختراق.. فلماذا لا تستعيدون هيبتكم؟!.. ولماذا لا تعودون إلى ما كنتم عليه من ضبطٍ.. وتوجيهٍ.. ومسؤوليةٍ؟!.. أليس الأجدر بكم.. أن تُظهروا للعامة وللخاصة.. أنكم لا تقبلون العبث تحت عباءتكم؟!.. وأنكم إن نظمتم فعالية.. فأنتم المسؤولون عنها.. وإن وُجد من يشذّ فيها.. واجهتموه.. وأوقفتموه.. ووثقتم رفضكم ومنعكم له بالصوت والصورة؟!.
المسؤولية لا تُلقى على ظهر مجهول.. ولا تُبرر بالاختراقات.. فكل فعالية تُرفع باسمكم.. وتُدار تحت رايتكم.. أنتم أول من يُسأل عنها.. وأنتم أول من يُحاسَب.. إن خرجت عن مسارها.. والسكوت عن راكبي الموجة الطامعين بالوزارة والمصلحة.. هو سكوت عن عبثٍ.. قد يحوّلكم من حركة وطنية مؤثرة.. إلى لافتة يتوارى خلفها كل طامعٍ.. ومستوزر.
فانزعوا عنكم رداء الضحية.. واستعيدوا لباس القائد المسؤول.. فالزمن لا يرحم التردد.. والشارع لا يحترم من يتنصّل من مسؤوليته.. حتى وإن كان تحت عباءة الدين.