facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الدفاع عن التعددية الأردنية الجندرية والتمثيل المسيحي


م. وائل سامي السماعين
06-04-2025 11:42 AM

* ردا على مقال الدكتور محمود الدباس

تابعت باهتمام مقال الدكتور محمود عواد الدباس مقارنة التمثيل الجندري والديني بين الحكومتين الأردنية والسورية بتاريخ 30/03/2025، والذي تناول فيه تشكيل الحكومة السورية الجديدة، وقام بمقارنتها بالحكومة الأردنية، مركزًا على التمثيل الجندري (النساء) والديني (المسيحيين). وبالرغم من التقدير لما تضمنه المقال من ملاحظات وتحليلات، إلا أنني أختلف معه في عدة نقاط جوهرية تستوجب التوضيح والرد، خاصة حين يتعلق الأمر بمقارنة الأردن كنظام وحضارة، مع دول تعاني من أزمات وجودية وهيكلية

أولاً: مقارنة غير منصفة بين النظامين

أرى أن مقارنة نظام حضاري ملكي هاشمي أردني عريق، ممتد لأكثر من مئة عام، بنظام كالنظام السوري الحالي - سواء بتركيبته السابقة أو الجديدة - هي مقارنة ظالمة بحق الدولة الأردنية وتاريخها العريق. الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه المتماسك، بنى دولة مستقرة استوعبت مئات الآلاف من اللاجئين من مختلف الدول، ولم تكتفِ باحتضانهم، بل منحتهم حقوقًا وكرامة حتى أصبحوا جزءًا من النسيج الوطني, فكيف نقارن دولة لم تغادر مبدأ الشرعية الدستورية والنظام المؤسساتي، بدولة مزقتها الحروب والانقسامات، وغابت عنها الشرعية المجتمعية والسياسية لسنوات طويلة؟

ثانيًا: الهوية الوطنية للمسيحيين الأردنيين ليست نتاج سياسات خارجية

ما طرحه الدكتور الدباس حول أن تمثيل المسيحيين في الحكومة الأردنية سببه الخوف من تدخل غربي أو "سد ثغرات"، لا يُنصف واقع الحال. فالمسيحي الأردني، سواء أكان من كبار القوم أو من عامة الناس، هو أردني أولًا، ووطنيته ليست موضع نقاش أو دفاع سياسي، بل هي شعور متجذر يسري في دمه، عاشه وتوارثه كما توارث المسلم الأردني حب هذا الوطن وولاءه له.

نحن لم نتعلم في الأردن تقديم هويتنا الدينية على الوطنية، بل نشأنا على أن المواطنة هي القاسم المشترك، وأن الجميع سواسية في الحقوق والواجبات, وتمثيل المسيحيين في الحكومة يعكس هذه الحقيقة التاريخية وليس نتيجة حسابات سياسية خارجية

ثالثًا: تمثيل المرأة الأردنية انعكاس لحضارة مجتمع لا إملاء من الخارج

أما فيما يتعلق بتمثيل المرأة، فإن الإشارة إلى أن الأردن يتماشى مع "المنظومة الدولية" فقط، فيه تقليل من تطور المجتمع الأردني ذاته، ومن وعيه السياسي والاجتماعي. فتمثيل المرأة الأردنية في الحكومة والبرلمان وفي مختلف مفاصل الدولة هو نتيجة فكر وطني ناضج، يؤمن بدور المرأة كشريكة في البناء، لا كجزء من التزامات خارجية. المرأة الأردنية حاضرة في التعليم، والصحة، والجيش، والسلك الدبلوماسي، والقطاعين العام والخاص، ليس من باب التجميل السياسي، بل من باب الإيمان العميق بقدرتها ودورها الوطني

النظام الأردني لم ينتظر أي مقارنات أو ضغوطات دولية ليُظهر تعدديته أو انفتاحه، بل هو نتاج إرث هاشمي واردني وتاريخ نضالي طويل ومجتمع يعتز بتنوعه ووحدته. وإن كان لا بد من عقد المقارنات، فلتكن مع أنظمة تعيش استقرارًا سياسيًا واجتماعيًا ومؤسسيًا، لا مع أنظمة لا تزال تعيد تشكيل هياكلها وسط الانقسام والنزيف، الأردن كما عهدناه، كان وسيبقى نموذجًا في الاعتدال، والانفتاح، والوحدة الوطنية، وليس بحاجة لتبرير خياراته الداخلية من زاوية مقارنات خارج السياق.

مع التقدير للدكتور محمود الدباس واحترامًا لاجتهاده، إلا أن للحقائق الوطنية والتاريخية هيبتها
وكل عام والاردن النموذج الحضاري بالف خير

waelsamain@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :