كان هناك غلاءٌ فاحش في أسعار اللحوم والدواجن لدرجة عالية جدًا ولم يكن بمقدور المواطن الشراء والتداول حسب الأصول، والتفسيرات التي أعلنتها الحكومة غير مبررة من حيث عدم القدرة على الاستيراد من الدولة المجاورة سوريا وكانت بصراحة الحجج واهية وغير مقبولة، وكما هو الحال بالنسبة للدواجن فأسعارها عالية ولم تنخفض ولم يكن هناك برد قارص ولا شيء من ذلك ولكن هناك تجار متحكمون في السوق ولم تدخل وزارة الصناعة والتجارة ولا الزراعة في احتواء ذلك بشكل ملموس وعلى أرض الواقع، فالمواطن أحوج ما يكون لكل فلس وهناك فرق كبير بين من ينظر من النافذة وبين من يعيش على أرض الواقع، ونقول إلى متى ونحن نستقبل تبريرات غير مقنعة؟ وليفهم الجميع بأن المواطن أوعى مما يفسر ويقال ولا ثقة بما يقولون.
السوق الأردني لم يحدث به انتعاش وكثير من التجار استوردوا البضائع والمواد من الخارج وكانت لديهم الرغبة بأن يكون التسويق في فترة العيد ولكن الظروف المادية والالتزامات حالت دون ذلك وهذا سينعكس بالتالي على كثير من التجار مما يؤدي إلى إفلاسهم وطرح البضائع بسعر الكلفة أو أقل لسداد الديون والالتزامات المالية وهذا بحد ذاته سؤال يطرح لمن هو صاحب القرار ومن المسؤول عن ذلك وكيف كان يمكن المعالجة بأقل الخسائر، ومن يدخل الأسواق الآن يرى ويصدق ما أقول ويشاهد الإعلانات على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تصدق وتكاد تكون بأقل من سعر التكلفة وهذا مؤشر خطير ويجب التوقف عنده سواء على مستوى التجار وعلى المستوى الحكومي، ولدي القناعة الأكيدة بأن الرئيس يهتم بكل هذه التفاصيل لإيجاد حلول تخرج التجار من هذه المنطقة المظلمة.
لم تصدق أذني ما سمعت من هُتافات ليوم الجمعة والتي بنظري تجاوزت الحدود لتصل إلى خط أحمر السكوت عليه لا يمكن تبريره، فهذا الجيش وهذه المؤسسات الأمنية مقدرة ومحترمة ولا يجوز المزاودة عليها ونحن نعلم الدور النبيل الذي تقدمه هذه المؤسسات في الأوقات الصعبة والتي تسجل لها ولا تسجل عليها، فهذا الاستقرار والواحة الآمنة وحرية الحركة لم تأتي من فراغ وإنما جاءت بجهود جبارة مُضنية تعمل على مدار الساعة حتى ينعم الوطن والمواطن بالراحة والطمأنينة وجيشنا الباسل الذي يقدم الخدمات ويصل الليل بالنهار ويعمل على بناء المستشفيات وتقديم ما يمكن تقديمه في لحظات عجز الجميع عن تقديمها، ونحن نعلم بأن الأردن قدم وما زال وسيبقى يقدم لهذه القضية بقدر المستطاع الذي معه يتحمل ظروفه وإمكانياته، والمزاودة بالشعارات المضللة وهناك من يقف وراءها ولابد لهذه الفئة الضالة من وضع حد لها والضرب بيد من حديد عندما يتعلق الوضع بأمن واستقرار الأردن، فماذا يريدون؟ وهو يعلمون إمكانيات الأردن وقدراته، وهنا لابد للمؤسسة العسكرية والأمنية أن تكشر عن أنيابها ليفهم من يفهم بأن من يتعدى ويتجاوز كل ما هو مسموح أن يوضع له حد وليس عيبًا ففي جميع الدول المتقدمة هناك حدود وضوابط لا يمكن تجاوزها عندما يتعلق الأمر بأمن واستقرار البلد، حفظ الله الأردن وحفظ ملكه وأسرته الواحدة.