facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إحذروا الفتن الطائفية والعرقية والنزعات المناطقية


د. بركات النمر العبادي
05-04-2025 06:34 PM

تسعى الجهات المشبوهة إلى زرع الفتنة بين الدول العربية ، مستغلة وسائل الإعلام الحديثة ومواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأكاذيب والتحريض على الكراهية ، وخلق بؤر توتر مستغلة للظروف و الأحداث السياسية و الاجتماعية ، و يمكن ان تكون هذه الجهات محلية تعمل مع جهات خارجية مشبوهه ، وهذا الموضوع حساس جدًا ويتطلب منا الحكمة في التعامل معه ،و للأسف، هناك دائمًا جهات تحاول زرع الفتنة بين الشعوب المتآخية لتحقيق أهدافها الخاصة ، سواء أكانت سياسية أو إعلامية و الأردن وفلسطين والعراق تجمعهم روابط تاريخية عميقة ، وأي محاولة لإثارة الفتنة بينهم هي مخططات خبيثة لا تخدم إلا أعداء المنطقة واعداء للامة برمتها .

مخططات التفريق هذه تقوم على أساليب مكشوفة او اساليب مضلله وأهداف واضحة و اخرى مستترة مستخدمتا التضليل الإعلامي ، عبر نشر الأخبار الملفقة ومقاطع الفيديو المجتزأة لإثارة العواطف وتأليب طرف على آخر، وإشعال الفتن الطائفية والعرقية، و ذلك من خلال الترويج لأفكار عنصرية تفرق بين أبناء الوطن الواحد، وتصوير الشعوب على أنها متنافسة وليست متكاملة و كذلك توظيف الأزمات السياسية والاقتصادية ، بغية القاء اللوم على فئات معينة وتحميلها مسؤولية المشاكل بدلاً من البحث عن حلول حقيقية.

الأردنيون والفلسطينيون ليسوا مجرد جيران، بل هم إخوة في الدم والتاريخ والمصير و العلاقات بين الشعبين تمتد لعقود من التلاحم والتعاون، ولم تنجح أي مؤامرة سابقة في تفريقهم، ولن تنجح الآن ، و الأردن كان ولا يزال السند الدائم للقضية الفلسطينية ، والفلسطينيون جزء أصيل من نسيج الأردن ، كما ان العراق والأردن تجمعهم حدة المصير أمام التحديات ، والعلاقات بين الأردن والعراق راسخة تاريخيًا ، حيث تجمعهما روابط اقتصادية، سياسية، وأمنية متينة. وأي محاولة لضرب هذه العلاقة تصب في مصلحة أعداء الأمة الذين لا يريدون رؤية تكامل عربي حقيقي.

من المعروف ان الفتن باي وسيلة كانت تنتشر في اوساط المجتمعات المستهدفة انتشار النار في الهشيم و ما اكثر من المعروف ان أمتنا العربية تمر بمرحلة دقيقة تتطلب منا أقصى درجات الوعي والتكاتف، ولا مكان للعنصرية والتفرقة في مجتمعاتنا، فمصيرنا مشترك ، وقوتنا في وحدتنا إن كنا نريد مستقبلًا أفضل لأوطاننا ، فعلينا أن نكون درعًا يحميها من مؤامرات الفتنة، لا سلاحًا يُستخدم لتمزيقها ، فلنحمل رسالة الوحدة، ولنجعل وعينا هو الجدار الذي تتحطم عليه هذه المؤامرات العفنة .

ومن حقنا الطبيعي ان نسأل ، من المستفيد من اثارة الفتن والانقسامات في المنطقة ؟ ، و هذا يقودنا إلى استنتاج واضح : هناك جهات متعددة تعمل على تغذية هذه النزاعات لتحقيق مصالحها ويمكن تقسيم هذه الجهات إلى ثلاث فئات رئيسية:

1-القوى الخارجية التي تسعى لزعزعة استقرار المنطقة ، وتتمثل في الدول والقوى العالمية التي لها أجندات خاصة في الشرق الأوسط لطالما استخدمت سياسة "فرق تسد" لتحقيق مصالحها، وهذه القوى تستفيد من الفوضى والانقسامات عبر:

oإضعاف الدول العربية حتى لا تكون هناك قوة موحدة قادرة على التأثير في القضايا الإقليمية والدولية.

oتعزيز تبعية الدول من خلال استنزاف مواردها وإبقائها في حالة صراعات داخلية تمنعها من تحقيق الاستقلال الحقيقي.

oإشغال الشعوب بالمشاكل الداخلية بدلًا من التركيز على القضايا الكبرى مثل القضية الفلسطينية أو التنمية الاقتصادية.

2 – الأنظمة السياسية والكيانات التي تعارض الاستقرار العربي و على رأسها:

oدولة الاحتلال الإسرائيلي هو أحد أكبر المستفيدين من أي فتنة بين الشعوب العربية ، فكلما زادت الخلافات الداخلية ، قل الضغط على القضية الفلسطينية وزادت فرص تمدد الاحتلال بدون مقاومة عربية موحدة و كما حدث الامن للشقيقه سوريا.

بعض القوى الإقليمية التي تسعى لتعزيز نفوذها في المنطقة على حساب الدول العربية ، عبر دعم تيارات سياسية أو جماعات تحرض على الفتنة ومن اهمها( دولة الملالي ) ، ايران ومن يدور في فلكها .

3- أصحاب المصالح الداخلية والجهات الإعلامية المشبوهة :

oبعض الجماعات السياسية أو الاقتصادية تحت اي مسمى او المنظمات الدولية التي تدعم اي من الشؤن الداخل الدول العربية و التي قد تستغل الفوضى لإضعاف خصومها أو لترسيخ سلطتها عبر تأجيج النزاعات.

oوسائل الإعلام المشبوهة التي تستغل الأحداث لبث الأكاذيب وتضخيم الخلافات لكسب مشاهدات وربح مادي على حساب وحدة الشعوب.

ويمكن لجماهير شعبنا التصدى لهذه الفتن بالوعي أولًا: بحيث لا يجب أن نكون أدوات في نشر الشائعات أو تصديق كل ما يُبث عبر وسائل الإعلام وعلينا التحقق من مصادر المعلومات ، وثانيا تعزيز الوحدة: بتذكير الجميع بأننا شعب واحد، والاختلافات الطبيعية بيننا لا تعني القطيعة أو العداء، وثالثا عدم الانجرار وراء الاستفزازات: فكثير من الخطابات التحريضية تهدف إلى جرنا إلى معارك كلامية عقيمة تزيد الفجوة بيننا ، و رابعا المشاركة الإيجابية: بدلاً من نشر أخبار الفتنة، لنعمل على تعزيز الأخبار التي تكرّس الوحدة والتلاحم بين الشعوب ، يقول الله تعالى في مُحكم التنزيل :"واتقوا فتنةً لا تُصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة، واعلموا ان الله شديد العقاب" صدق الله العظيم، وفي الأَثر؛ عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها) .

حمى الله الاردن من داحس و الغبراء ، وسدد على طريق الخير و الفلاح خطاه وحفظ الله لنا مليكنا الغالي وولي عهده الامين .








  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :