facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صراع على النفوذ والثمن عربي!!


محمد حسن التل
05-04-2025 06:14 PM

نتنياهو يمارس ضغطاً كبيراً على حماس تحت النار لدفعها إلى النزول على شروطه حتى يوافق على هدنة من خلال تعميق الهجوم على غزة ضارباً بعرض الحائط حجم الخسائر البشرية في القطاع وحجم مأساة الناس هناك وحتى حياة الاسرى الإسرائيلين لدى حماسلم تعد تهمه ، ويقوم بجريمته بضوء أخضر من حلفائه في العالم وصمت يكاد يكون مطبقاً من الآخرين الذين اكتفوا بتصريحات باهتة لا أثر لها على الأرض ولا تؤدي إلى نتيجة ولا تستحق حتى سماع نتنياهو لها كما يقول.. وهذا الوجه الظاهر للمعركة، أما الهدف الحقيقي في عقلة هو السعى إلى خلق واقع جديد على الأرض في غزة ويتجه نحو تنفيذ خطة رئيس الأركان الجديد للجيش الإسرائيلي "إيال زمير" الذي يؤمن بالحسم والقضاء تماما على حماس وتهجير الفلسطينيين قسرا وهذ الهدف جزء من خطة نتياهو التي تحدث عنها في بداية الحرب القاضية بتغيير خريطة الشرق الأوسط لصالح إسرائيل وبهدف تسجيل نقاط على هذا الطريق يخلط الأوراق ويوسع دائرة الفوضى فيستبيح سوريا ويبعث برسالة لتركيا لمنعها من أي تواجد عسكري على الأرض السورية وإعتبار ذلك مس بأمن إسرائيل ، كما يريد القضاء على أي بقايا لإمكانية عسكرية يملكها الجيش السوري، وهو يعلم أن سوريا لا تشكل أي تهديد له على الأقل في الوقت الحاضر نتيجة الظروف التي تمر بها ، ومرحلة إعادة البناء بعد سقوط نظام الأسد الذي كانت إسرائيل تعتبره ركيزة مهمة لأمنها رغم إختبائه خلف كذبة الممانعة والمقاومة لسنوات طويلة ، ويدرك أن أنقرة حتى لو كان لها قواعد عسكرية في سوريا لن تفكر بالاشتباك مع إسرائيل مع التنويه أن تركيا أيضا لديها مشروع نفوذ في المنطقة .. ولبنان بدوره لم يعد يشكل تهديداً بعد نتائج المعركة الأخيرة لكن الإسرائيليون مستمرون بضربه بنية منعه من أي فرصة للملمة أوراقه وترتيبها والبناء على طريق النهوض ..

الإسرائيليون أحد أسباب فعلهم هذا في المنطقة أنهم باتوا يرون أن حلم اسرائيل الكبرى ربما بات تنفيذ جزء منه ممكن الآن، حيث يرون أن الظروف مهيأة لذلك وحديثهم عن "ممر داوود" المخطط له أن يمر من الجولان السوري وجنوب لبنان ويشق طريقه في الداخل السوري من الناحية الجنوبية الشرقية وصولا للعراق جزء مهم من حلمهم أو مشروعهم!!

الفلسطينيون اليوم في غزة والضفة وهم في قلب المشروع الصهيوني تكاد السبل تتقطع بهم ويواجهون مصيرهم لوحدهم لظروف المنطقة المعقدة ودق طبول الحرب على كافة الجبهات فيها.. الحال الذي جعل الجميع يتموضع لحماية نفسه من حرب قد تشتعل في أي لحظة ، و ما يجري في الضفة الغربية بالذات يجعل الصورة أكثر قتامة ، حيث إسرائيل تفتح هناك معركة تقتل وتدمر وتقوم بتفكيك المخيمات كخطوة مهمة بالنسبة لها ضمن خطوات تصفية القضية، يجري ذلك والعمق العربي المفترض بات واضحاً أنه اكتفى في معظمه بالكلام بعيداً عن أي فعل يخفف من معاناة الفلسطينيين ويتصدي للمشروع الإسرائيلي..

مأساة الفلسطينيين لسوء حظهم ارتبطت بالملفات المعقدة في المنطقة وبالذات الملف الإيراني مع الولايات المتحدة التي تنزل دائما على المصلحة الإسرائيلية ، والمأساة أن المعادلات المتضاربة لمختلف الأطراف تتصارع على الجغرافيا العربية وتقاتل بعضها بالدماء العربية ، واليمن صورة واضحة لهذا الواقع .

إيران في النهاية وكما أثبت تسلسل الأحداث تعمل لمصلحتها ، وعندما تشعر أن النار تقترب منها تتخلى عن حلفائها بكل مرونة إذا رأت في ذلك تحقيقا لمصلحتها كما حصل في لبنان مع ذراعها التاريخي حزب الله ، الذي بات يتجه نحو العمل السياسي والابتعاد التدريجي عن العمل المسلح وسيكون موقفها من الحوثبين كما كان إزاء حزب الله ، وهم الآن يتعرضون لحملة عسكرية مركزة من قبل الولايات المتحدة تستهدف إنهاء إمكانياتهم دون أي موقف إيراني بإستثاء بعض التصربات الباهتة وتلمستهلكة، وسيكون موقفها من كل الميليشيات الموالية لها في المنطقة مطابقا لموقفها الحالي في اليمن .

لا تخفي القيادة الإيرانية سعيها في الوصول لاتفاق مع الولايات المتحدة يحقق مصالحها بالإشارة إلى أن أبرز الشروط الأمريكية في أي اتفاق مفترض تخلي إيران عن أذرعتها في المنطقة وسيدفع حلفاء إيران ثمن هذا الإتفاق !!

المنطقة على صفيح ساخن نتيجة تضارب مصالح من يريد أن يكون له نفوذ بها ، وتدفع الشعوب ثمنا باهظا من الدماء والأرواح.. والخغرافيا فيها مهددة بتقسيم المقسم مرة أخرى ..
الشهور القادمة حبلى بالتطورات ولا أحد محمي من نتائج وانعكاسات هذه التطورات التي من الممكن أن تغير وجه المنطقة!!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :