المعايدات المعلبة في زمن الرسائل الجاهزة
الدكتور مهند النسور
03-04-2025 12:12 AM
نعم، لا شك أن لوسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة فيسبوك وواتساب، فوائد عديدة في تسهيل المعايدات والتواصل مع الأحباب. لكنها في هذا العيد جعلتني أتوقف وأتساءل: هل أصبحنا نعتمد عليها بالكامل حتى فقدنا جوهر المعايدة الحقيقية؟
نرسل التهاني فنقرأ فقط أسماء المرسلين، ولا أحد يكلف نفسه عناء قراءة التفاصيل. كل شيء جاهز ومكرر، الرسائل متشابهة، الصياغات مكررة، وحتى المشاعر تبدو مستنسخة. لم يعد هناك فرق بين معايدة القريب والبعيد، الحبيب والصديق، فكأنما أصبحت المعايدة واجبًا روتينيًا، لا تعبيرًا صادقًا عن المودة.
لقد أفرطنا في استخدام هذه الوسائل لدرجة أننا فقدنا قيمة التواصل الحقيقي. لم أعد أذكر من عايدني ومن عايدته، فالرسائل تتطاير كأنها بطاقات في مهب الريح، بلا روح ولا دفء. لعلّنا بحاجة إلى وقفة، إلى العودة إلى أصل العيد، حيث كانت المعايدة لقاءً مباشرًا، أو صوتًا دافئًا عبر الهاتف، أو حتى رسالة مكتوبة تعكس صدق المشاعر.
كل عام وأنتم بخير، لكن الأهم… كل عام وأنتم أقرب!