التقاسم الدولى للمناطق والنفوذ
أ.د.محمد المصالحة
02-04-2025 11:35 AM
من يتابع ما يجري على المسرح الدولي يقرأ أن هناك ربما تفاهما ضمنيا بين القوى الكبرى في تقاسم النفوذ وتحقيق المكاسب السياسية والاقليمية لكل منها.
نحن نرصد تحركات السفن الحربية الصينية في هذه الفترة حول تايوان ومضيقها التي تعتبرها بكين جزءا من البر الصيني.
وتدل كثافة التحركات ومهامها مرحليا بانها استخبارية واستطلاعية لأهداف محددة لحين ساعة الصفر ربما بالحاق الجزيرة بالدولة الصينية، في الوقت المناسب ووفقا لنضوج الظروف الدولية المواتية.
وفي جانب اخر من هذا المسرح العالمي الذي يتسيد فيه المشهد الكبار والأكثر قوة وعلى حساب الأضعف، نرى ان أمريكا تفرض نهاية للحرب الاوكرانية تأخذ مقابلها المعادن الثمينة من اوكرانيا لتسديد ما يصل الى ٣٥٠ مليار دولار وفقا (للحسبة الترامبية) اثمان اسلحة ومعدات زودت بها إدارة بايدن اوكرانيا بعد اندفاع الحرب.
وقد أبلغ ترامب شفاهيا في لقائه مع زيلنسكي في البيت الابيض في آذار الماضي بان اوكرانيا صمدت في الحرب بسبب الدعم والسلاح الامريكيين.!
وهكذا ضمنت واشنطن مكاسبها بالتفاهم مع موسكو على إنهاء الحرب الدائره منذ ٣ سنوات باستثمارات ضخمة للشركات الامريكية في اوكرانيا وروسيا على السواء..
وفازت موسكو بما استولت عليه من مساحات كبيرة شرق اوكرانيا وجزيرة القرم.
وفي الشرق الأوسط تكافح امريكا من خلال سياساتها الداعمه للكيان الاسرائيلي للسيطره على غزه ونفط سواحلها اذا سارت الحرب الاجراميه إلى نهايتها على أهالي غزه كما يخططون.
اما الاتحاد الاوربي فأمامه خياران إما القبول بالاسلوب الامريكي لانهاء الحرب في اوكرانيا بالصفقات. وإما ان يرفضوا --اذا استطاعوا لذلك سبيلا--ويستمرون في دعم زيلنسكي الذي قد تقذف الأحداث به خارج المنصب في ضوء نجاح الخطة الترامبية.
اذن بات المسرح السياسي الدولى يتشكل من جديد لنظام دولى تتنافس على قيادته الدول الكبرى ومن المحتمل ان يعاد تشكيل أسس وقواعد وهياكل التنظيم الدولي من جديد.