لماذا نرفض هذا التيار الوطني ؟!
سامي المعايطة
19-08-2007 03:00 AM
قد يبدو عنوان المقال حدياً وصارخاً ولا يقبل القسمة على اثنين ولكنه تعبير عن حالة نفسية رافضة لتجريب ما هو مجرب . فنحن الأردنيين لسنا حقلاً للتجارب و لسنا مطية للاتكاء عليها بغية إعادة صناعة المواقع والكراسي فلن أقول أن الشعب الأردني شعب يركض وراء لقمة عيشه ويعاني الأمرين وغير مهتم بالسياسة وشؤونه العامة . كلا فهذا الكلام ليس صحيحاً فنحن شعب مثقف وواع ومتابع وقادر على تمييز الغث من السمين . وأنا أعتقد أنه من أكثر الشعوب تسييساً وثقافة . أما فكرة التيار الوطني الجديدة القديمة فالقارئ لها ومقوماتها سواء داخل السطور أو خلف السطور لا يملك إلا أن يتوقف عند الآتي:1.يقوم هذا التيار على أشخاص قد عرفتهم الناس أو جربتهم بمختلف المواقع والمناصب ولعل الرصيد الشعبي لهم بغالبهم يؤول إلى الصفر . لا بل دون الصفر وذاكرة الشعب الأردني ليست مثقوبة اتجاه تجاربهم السياسية والإصلاحية أو في الجانب الاقتصادي ، وبدون ذكر الأسماء لعل بعضهم لم ولن يمثل أبناء هذا الوطن ولم يكن على تماس مع همومه وقضاياه فهذا التيار لن يكون له حضور وامتداد حقيقي إذا اقتصر وقام على الأشخاص الحاليين ، فالرصيد السلبي لهم
وأقولها بصراحة لدى الأردنيين لا يخدم ولن يخدم هذا التيار .
2.بالوقوف عند البرنامج السياسي لهذا التيار لا تجد أي أفكار تجديدية وإنما إعادة صياغة لأفكار ومقترحات مستهلكة . بعضها قابل للتطبيق وبعضها غير قابل ، وإنما مجرد أفكار نظرية قد استهلكت وغالبية الناس مؤمنة بعدم أهلية الأشخاص القائمين حالياً على هذا التيار لحملها وتقديمها فكما قلنا سابقاً بأن الأفعال لم تتطابق يوماً مع الأقوال . فالأولى تقديم وجوه وأناس جدد ذو مصداقية خارجيين من رحم الناس العاديين بدماء جديدة وهِمّة حقيقية .
3.العنصر الأهم لنجاح أية فكرة أو تيار هي أن تكون فكرة ممتدة من القاعدة ومنبثقة من تيار شعبي حقيقي غير مصطنع فالحالة الجماهيرية الجزئية الموجودة حالياً هي مصطنعة اصطناعاً تارة تحت اسم ندوة وتارة جاهه وغير ذلك ، فإذا لم يكن الإصلاح والتيار ذو حضور حقيقي وأفكار تجديدية لن يكتب له النجاح .
4.هناك شعور بأن هذه الفكرة بتوجيه رسمي ، والتصريح والتلميح للقائمين على هذا التيار بأكثر من مناسبة بأن التيار مبارك من الدولة وهناك توجيه من الدولة باتجاه تشكيلة , وهذا باعتقادي مقتل للفكرة ووأد لها في مكانها . فالتيار الإصلاحي والسياسي لا يتشكل بقرار وتكوين قواعد جماهيرية والامتداد الشعبي لا يكون بفرمان .
فلا أعلم لماذا هذا التفاخر بأن تشكيل هذا التيار هو بتوجيه رسمي من الدولة وأخشى ما أخشاه وهذا ما أعتقده بأن يكون هذا التيار فقط مرحلة انتقالية وجسر للعبور من خلاله إلى مواقع سياسية معينة مثل رئاسة الحكومة أو غير ذلك من المواقع وبعد ذلك ينفض السامر وتنتهي القصة فقد اعتدنا بأن الأحزاب التيارات تنشأ لخدمة الأشخاص وليس العكس .
5.لا يمكن لأي فكرة أن تدوم وأن تنجح إذا ارتبطت بشخص معين فقط أياً كان هذا الشخص . فالأفكار التي تقوم على شخص فقط ودون أساس فكري وسياسي لن يكتب لها النجاح .
6.وأخيراً وليس آخراً ورداً على بعض المعارضين لفكرة التيار الوطني من منطلق أصول ومنابت أقول لهم وبصراحة شديدة بأن الأردنيين من مختلف الأصول والمنابت همومهم واحدة وقضاياهم واحدة وما هو إيجابي هو لنا جميعاً والعكس صحيح وهي دعوة لكل ذي انتماء وغيره بأن يتقدم ويبادر للإصلاح والتغيير . واذكر الجميع بأن كثر ة التجارب وتكرار الأفكار يولّد حالة من عدم المصداقية وفقدان للثقة في المستقبل لأية أفكار حقيقية فلا تصنعوا الإحباط وتكرّسوه .
Sami@zpu.edu.jo