يقول تعالى : ( ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَٰٓئِرَ ٱللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى ٱلْقُلُوبِ). ويقول تعالى : ( مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ). فمع قدوم العيد يتارجح وضع المؤمنين بين تعظيم الشعائر والحزن على إخوتهم المستضعفين المستهدفين في غزة الذين يتعرضون لإبادة كبيرة في كل وقت وحين منذ خرق اتفاق وقف إطلاق النار من قِبل الكيان الغاشم. فكيف نتعايش مع هذا الواقع المرير ؟،وماذا علينا أن نفعل؟، وماذا ينبغي لنا أن نقدم ؟.
علينا أن نعلم ونعي ونوقن اننا اليوم في مرحلة حرب فاصلة حرب وجود تطلب بالدرجة الأولى تحديد عدونا والإعداد الصارم له بشتى الجوانب والتوحد والتلاحم والتعاضد فيما بيننا كشعوب وكاقطار عربية إسلامية. فالصراع اليوم الذي بداته غزة هو صراع دين وعقيدة وما نتصارع من أجله مع الكيان الغاشم هو ما يدعونا للفرح والبهجة وتكبير الله والابتهاج بقدوم عيد الله الذي هو يحمل معاني الفرح لاتمام الصيام على أكمل وجه قبل الفرح للفوز بالأجر الكبير من الله. فلذلك وجب علينا ايتان هذه المناسبات الدينية عظمتها ومنزلتها عند الله في كل الضروف لان في ذلك إظهار شعائر الله التي تدب الرعب في أركان الكيان الغاشم ومناصريه، فالكيان وأعوانه هدفهم الأول النيل من الإسلام ومقدساته في القدس من اجل طمس هذا الدين الذي يحارب اهوائهم وما وصلنا اليه اليوم من وهن وضعف واستكانة وخذلان يعود لأننا ابتعدنا عن الدين في تعاملاتنا فدخلت وساوس الشياطين بيوتنا وفرقتنا ومزقت رحمتنا وتركنا الإنصاف والعدل وقول الحق في المشاحنات حتى تفرقت الجماعات وذهب أثر الإيمان الروحي ليبقى اثره الجسدي الذي لا يتجاوز التمارين. فالعدو الان في حرب وجود؛ الان غزة وغدا لبنان وفيما بعد سوريا والقادم لا نعلم من؟، فهو لا يفرق بيننا اننا بالنسبة له أهداف بمواعيد مؤجلة من اجل التصفية كلا على حدى.
فبعد رفض التهجير نقف نحن في الاردن قيادة هاشمية وحكومة وشعبا في خندق واحد خندق اسلامنا السني النبوي نتسلح بقيم التلاحم والتعاضد والتعاون الداخلي الذي ينعكس على القوة الخارجية لدولتنا بحيث ان هذا التماسك والتلاحم جعل من الاردن الصغير بموارده ملاذ أمن لجميع إخوانه العرب يقدم لهم العون ويحتويهم وينصرهم، فاللهم آدم علينا هذه النعم في أردنا الحشد والرباط وبارك لنا في الاردن ليكون كعادته السند والداعم الأول لنصرة اهل غزة وإغاثة المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.