facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رسائل فلسفية ثقافية


أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
30-03-2025 08:21 PM

يمتلك كل منا منظور فلسفي فكري في الحياة يطوره و يهذبه باتساع المعرفة و الثقافة و تراكم التجارب ليشكل مرجعية يلجأ لها في كل تحد جديد أو موقف يحتاج قرار. في غياب ذلك المنظور الفلسفي فإن حياة الفرد تبقى هامشية تتأرجح بواقع ردات الفعل دون شعور بمعنى الحياة و قيمتها و أهدافها.
قد يكون الشباب هم الاحوج لزرع مناظير حياتية ليطورها هم مع الخبرة و التجارب خصوصا أن الشباب تعيش مرحلة تلتبس فيها المفاهيم فهم في عالم افتراضي عابر للحدود اضعف في وعيهم مرجعيات القيم و الانتماء الوطني و القيم و الأعراف التي تشكل أوتادا تثبت اقدامهم و تشعرهم بالانتماء لسند اجتماعي يحتويهم.

الرسالة الاولى أننا جميعا نتعرض يوميا للحاجة لاتخاذ سلسلة من القرارات و قد تكون بعض هذه القرارات محيرة لذلك لا بد من مرجعية لنا و قد وجدت أن أفضل المرجعيات هي احترام الذات. كل قرار يعزز احترام الفرد لنفسه هو قرار صحيح بغض النظر عن نتائجه ربح او خسارة فهنالك مكسب رئيسي و هو كسب احترام النفس و إعلاء قيمتها. بالمقابل كل قرار يقلل من احترام النفس هو خاطئ حتى لو كان فيه مكاسب آنية فخذلان النفس و خيانتها لا تعوضه كنوز الدنيا و يبقى الفرد يهرب من الشعور بالذنب و الخزي الى لعب دور الضحية احيانا او القاء اللوم على الآخرين او الظروف و كلها في العمق تعبر عن صراع عميق نتيجة خذلان الذات. ما يعلي الذات هو القيم العليا من العزة و الكرامة و مساعدة الآخرين و تجنب الظلم و السعي للانجاز المفيد للمجتمع أما ما يقلل احترام النفس فهو تحويلها الى سلعة قابلة للبيع بالمال أو القبول أو المجاملة و السعي وراء الخسة و الدناءة.

الرسالة الثانية في أهداف الحياة و معناها. فالهدف الذي يسعى اليه الفرد هو السعادة و لكنها شعور قصير الأمد يتبعه خواء و فراغ و من حسن الطالع أنه شعور متكرر. لذلك نحتاج لاهداف متكرره و متدرجة و قابلة للتحقق تعطينا الدافعية و الرغبة و القوة بالسعي لسعادة الانجاز و بذلك نجمع متعة السعي و الرحلة مع سعادة الانجاز و الوصول. ذلك ليس كلاما نظريا بل برمجة عقلية نحتاج فيها الدوبامين للدافعية و السعي و نحتاج فيها السيروتونين و الاندورفين للاستمتاع. اعطي مثال لتجربة علمية تم فيها نزع مستقبلات الدوبامين من فئران التجارب فماتت الفئران جوعا برغم توفر الاكل و الشرب و لكن غابت الدافعية للاكل.

الرسالة الثالثة: الانسان بطبعة كائن اجتماعي و لكن مع خصوصية فردية. اذا بالغ بالحياة الاجتماعية شعر بالاستهلاك النفسي و العاطفي ثم الجسدي و أما ان بالغ بالانعزال و الفردية ترك نفسه لجموح العقل الباطن الذي يرمج على السعي الى الأمان و ليس السعادة لذلك فإن الانعزال و الخصوصية الطويلة تنتج حلقة مفرغة من التفكير الزائد فيبدأ العقل الباطن باستحضار الذكريات السيئة و ينسج الخيال اسوأ سيناريوهات للمستقبل و كل ذلك ليبقى العقل و الجسد في حالة تحفز و حماية من اي خطر حتى لو لم يوجد.
لذلك فإنها ميزان بين حياة اجتماعية معتدلة تعطينا شعور بالانتماء و متعة اللقاء و التشاركية و اوقات مستقطعة للذات نستعيد بها شحن الروح لتعود نشطة مطمئنة من جديد.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :