facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الكتابة والذّات .. خطوات الخطاب في الرّواية العربيّة


29-03-2025 11:18 AM

عمون - يقدّم الباحث المغربي محمد الدوهو أطروحة تؤثث في العمق سؤال الكتابة والذات في الرواية العربية، وبالتالي البحث عن تجليات الروائي العربي، ككاتب وكذات كاتبة، في الخطاب الذي يصوغه، وذلك من خلال كتابه الجديد "الكتابة والذات/ خطوات الخطاب في الرواية العربية/ «ألف ليلة وليلتان» لهاني الراهب نموذجًا/ مقاربات سيميائيّة".

الكتاب نفسه، وقد صدر حديثًا عن "الآن ناشرون وموزعون" بالأردن (2025)، في 262 صفحة، جاء في أربعة فصول، في الأول منها يتوقف المؤلّف عند مفهوم المؤلف-الكاتب في الثقافة العربية، متتبعًا "المؤلف في الثقافة العربية: مسار التأهيل والاعتراف"، و"المؤلف وخطابه: مرحلة التجلي"، و"مفهوم المؤلف: الكاتب في حاضر الثقافة العربية"، و"نحو تصور سيميائي لمفهوم الكتابة والذات في الرواية العربية"، و"خطوات الخطابات في الرواية العربية".

ويعنون المؤلف الفصل الثاني من الكتاب بـ"خطوات الخطاب في رواية"، وفيه يدرس رواية «ألف ليلة وليلتان»، من جهة النسق والبنية العميقة، و"سيمائيات العنوان: النواة الاستهلالية"، فـ"أطروحة الاستبداد الشرقي ومفهوم الاستحالة الموروثة"، و"بنية السطح والبنية العالمية".

ويتتبع المؤلف في الفصل الثالث الزمن، والرؤية السردية، وبنية الفضاء في الرواية نفسها. في حين جاء الفصل الرابع تحت عنوان "انفتـاح النـص"، ويتتبع "التناص الداخلي"، و"التناص الذاتي أو الانشطار، في رواية الراهب.

ويختتم الباحث الدوهو كتابه بـ"خاتمة وتركيب"، يقول فيها: "إن مفهوم الكاتب يعتبر الحلقة «المفقودة» في تاريخ الثقافة العربية الكلاسيكية والحديثة على حد سواء، كما أن سؤال الكتابة والذات ينبثق تاريخيا وسياسيا من سؤال الحرية والفرد وخطابه في المجتمعات العربية في علاقته بآليات الاستبداد في المجتمع العربي ومقاومته لصوت الاختلاف، وهو ما يعني أن صيرورة الكاتب والكتابة في تاريخ الثقافة العربية كانت محكومة بهيمنة السلطة السياسية على السلطة الثقافية للكاتب العربي، بدلا من إقبار دورها تحت ضربات النقد «الما بعد-الحداثي» العربي. إن الكتابة في العصر الكلاسيكي كانت محكومة في صيرورة إنتاجها بالاحتياط والريبة، ذلك أن عين السلطة لا تتوقف عند مراقبة الأفراد وما يتوجب عليهم فعله وما يفكرون فعله التفكير فيه وعمله في الزمان والمكان بل وحتى فيما هم مزمعون على فعله وما يفكرون في فعله. والنتيجة يقف المرء مشدوها أمام حرب التهميش والتخويف والإبادة الثقافية والجسدية التي عبرت عنها «محنة» و«نكبة» المثقف العربي المخالف للسلطة السياسية وشفرتها الثقافية المهيمنة".

إن الروائي العربي اليوم، بحسب الدوهو، يعرف أن "إشكاليته الوجودية كذات كاتبة تفكر وتسائل بنيات التاريخ العربي المكبوتة تجد لها امتدادات عميقة في هذه العلاقة القائمة بين الفرد والسلطة في تاريخ الدولة العربية. إن الروائي العربي كذات كاتبة يعرف أنه كفرد وكمواطن، يكتب من داخل سياق ثقافي لم يسم فيه مفهوم الفرد إلى مرتبة المواطنة نتيجة لغياب تربية سياسية تجعل منه مواطنا. إنه هذه الأنا- أكتب في سياق ثقافي لم تنجز فيه القطائع الاجتماعية والثقافية مرحلة اللاعودة، كما هو عليه الحال في المجتمعات الأوروبية والغربية المتقدمة تاريخيا وثقافيا".

إن سؤال الكتابة والذات في الرواية العربية، والحديث للدوهو، في خاتمة كتابه، يجعلنا نقر أن النقد العربي الآن مطالب بالانفتاح على المكتسبات المعرفية (الإبستمولوجية) لحفريات المعرفة والتفكيكية، على غرار ما حققه الفكر الفلسفي العربي. صحيح أن هناك منجز نقدي عربي مهم تحقق في ميدان النقد الثقافي فيما يتعلق بالجدلية القائمة بين النسق الثقافي والمؤلف والنص، لكن ما ينبغي إضافته إلى ما حققه النقد الثقافي هو كيفية التفكير في الرواية العربية كخطاب معرفي يكشف عن هذه العلاقة الجدلية العميقة القائمة بين الروائي العربي كذات ثقافية وسياسية وتاريخية له نسقه السياسي والإديولوجي والجمالي في سياق ثقافي وتاريخي وسياسي يتميز بتأخره التاريخي والثقافي ورؤيته للعالم ويسعى إلى أن يعبر عن موقفه عبر المتخيل من داخل السياق الثقافي الذي يفكر من داخله، والكشف منهجيا وتاريخيا ونقديا عن تجلياته في الخطاب الذي يصوغه، في توظيفه واستعماله لميتا لغة الرواية من شخوص وزمان ومكان وعتبات وفصول وغيرها من الجهات السردية التي يتوسل بها في صوغه خطابه التي يستثمرها بمحتوى إشكاليته الذاتية، ثم البحث عن الحوار الداخلي القائم بين نصوصه للحفر عن الخيط الخفي والناظم لمؤلفه، ومن ثم يتحول الروائي الغربي إلى هذا الراوي الاجتماعي الذي يشكل، سوسيولوجيا، جزءا من المجتمع- المرسل- الذي يمثل وجهة نظره، وتفوضه الجماعة ليحكي همومها وأحلامها. إن خطابه يعبر عن تورط ذاتية في البحث عبر المتخيل عن أجوبة لأسئلة يطرحها الوعي الجمعي العربي باعتباره متلقيا له أفق انتظاره الخاص".

الدوهو نفسه عضو اتحاد كتاب المغرب، حاصل على شهادة الدكتوراة في الأدب العربي من جامعة الحسن الثاني (2019). صدر له: «حفريات في الرواية العربية.. الكتابة والمجال» (2005)، «الكتابة ونهج الاختلاف في الرواية المغربية» (2008)، «جدل الاستمرار والتجاوز.. قراءات في القصة القصيرة المغربية الجديدة» (2008)، «الكتابة وسلطة المرجع في المغرب العربي» (2011)، «حوار النصوص بين الرواية العربية والرواية العالمية» (2012)، «السلطة والمعرفة في الرواية العربية» (2022).





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :