لن تحظى المنطقة العربية بالإستقرار في الأمد القريب، ذلك أن الكيان المستعمر لفلسطين وشركاء إيران في المنطقة سواءً كانوا: حزب الله أو حماس أو الحوثيين لن يتم قبولهم من وجهة نظر الفاعلين من الدول في المنطقة، ولن ترضى (أمريكا) كقوة مهيمنة على العالم بوجود حماس أو الحوثيين ومن قبلهم حزب الله لسبب وحيد وهو تحقيق أمن اسرائيل، وللعلم فإن أمريكا فقط هي القادرة فعلياً على إيقاف التصعيد الإسرائيلي في المنطقة.
إذن ما الذي تريده إسرائيل في الوقت الحالي؟
أمنياً: إسرائيل تريد فرض نفسها في الشرق الأوسط بعد إقامة علاقات أمنية واقتصادية تحت ذرائع التطبيع مع ما يسمى بدول الاعتدال، وعسكرياً: هدفها الأسمى بسط سيطرتها الكاملة على فلسطين وغزة مستفيدة من حالة الإنهاك والضعف العربي، إلا أنه يمكن للجهات الفاعلة الإقليمية، مثل: مصر والسعودية وقطر والإمارات وغيرها، أن تلعب دوراً محورياً في إقناع حماس بمواصلة التفاوض وقبولها بأن لا تكون بأي شكل من الأشكال جزءً من حكم غزة في المستقبل من جهة، والابتعاد عن الرد عسكريًا على الضربات الإسرائيلية الحالية من جهة أخرى.
في الأفق هناك (شكوكاً مشروعة) حول ما إذا كانت (إدارة ترامب) مهتمة باتباع هذا الاتجاه أو بالاستثمار في الحلول التفاوضية والتسويات السلمية، أما بالنسبة (للحوثيين) فإن الحملة العسكرية عليهم من أمريكا قد تضعف قدراتهم وتهديداتهم العسكرية للأمن في منطقة البحر الأحمر، وبالرغم من ذلك فإنه يبدو بأن (إيران) وحدها هي التي تستطيع أن تدفعهم إلى تغيير نمط سلوكهم مادامت ستستفيد من إجراء المفاوضات بشأن برنامجها النووي، وإلا فانعدام الأمن والإستقرار سيبقى؛ وستتحمل شعوبنا العربية كلفة تلك الحروب ونتائجها وانعكاساتها على برامج التنمية العربية؛ كوننا أصبحنا ساحات المعارك لتلك الصراعات العربية والإقليمية.
خلاصة القول؛
مشكلتان ومنذ عقود لم تستطع لحد الآن الأمم المتحدة من إيجاد أي حل لهما، مشكلة فلسطين ومشكلة كشمير، فبدون الإعتماد على الذات وتفعيل اتفاقيات الدفاع العربي المشترك لن تقوم قائمة للعرب، ومن المتوجب لنا إعادة تقييم بناء التحالفات الدولية والإقليمية، والعمل على بناء تحالفات جديدة تضمن حماية المصالح الوطنية الأردنية والعربية وتعزيز الجبهة الداخلية، وإلا فإننا سنبقى تحت تأثير تلك الصراعات وآثارها السلبية الى أمد ليس بالقريب "لا تَدري لَعَلّ اللّه يُحْدث بَعْدَ ذلكَ أمْراً"..