التيار الثالث في الحزب المدني الديمقراطي
29-03-2025 01:35 AM
عمون - محرر الشؤون السياسية - تراشق تيارا الحزب المدني الديمقراطي "التقدمي" والتيار الاخر الذي وصف "بعدم امتلاكه لون" التهم، بعد أن كانا متحالفين منذ بدايات تشكيل نواة الحزب، ضد تيار ثالث اشير له "بالليبرالي" تارة و"بالمرتهن لقوى خارج الحزب" تارة اخرى.
اما التيار الثالث الذي يبدو أنه اختار استراتيجية "السكوت من ذهب" فكشفت مصادر مختلفة وجهة نظره.
التيار الثالث يبدو انه سياسيا، وهو من أعطى الحزب المدني سببا وجوديا على الارض ولونا سياسيا. فهذا التيار ليس يساريا راديكاليا بالمنحنى الاقتصادي، ورموزه ليسوا من بواقي شخصيات انتقلت من الاحزاب اليسارية التاريخية الى ما يسمى الديمقراطية الاجتماعية من اجل الظهور.
كما ان رموزه ليسوا ممن لا يملكون لونا سياسيا، وليسوا من اصحاب التحشيد "على الطريقة التقليدية دون بوصلة" من اجل الانتقام لشخوص احتضنتهم الدولة وراهنت عليهم وخاب املها بهم.
وهولاء يحاولون امتطاء موجة الاصلاح والتحديث لتصفية حسابات اخرى او انجاح اهداف شخصية وعائلية لهم.
مصادر أكدت ان التيار الثالث، لا يرى ما حصل بالانتخابات الاخيرة هزيمة، بل إن ٢٤ الف صوت نظيف اعطى صوته للتيار المدني ورموزه المدرجين بقائمته. يرى ذلك التيار بغرفه المغلقة ويؤيده عدد من المحللين، ان الحصول على هذا الرقم من الاصوات اعجوبة بظل التصرفات التي صدرت عن بعض رموزه. فمنهم من حرد واعتكف المنزل ومنهم من دعم قوائم منافسة علنا مما ادى الى اعطاء المشككين بالاصلاح والتحديث ذخيرة كافية للتهكم والتشكيك بالمشهد.
التيار الثالث يرى انه من المعيب المطالبة بالدعم الحكومي (لتجاوز نصف العتبة) من نفس الشخصيات التي لم تدعم او تؤازر مرشحي حزبها. لكنهم مبتهجين لتلقي دعم لم يشاركوا بالوصول له لا بل يشككوا به.
التيار الثالث وبحسب مراقبين، كان اللون والسبب الوجودي بين تيارين، الاول لم يخرج من بوتقة اليسار القديم وينتهز اي فرصة لتقديم نفسه وتيار اخر اعطاه غطاء لدوافع مصلحية آنية.
فالبعض يرى ان التيارين الذين قاما بانتقاد نتائج الحزب بالانتخابات النيابية هم نفسهم من حرد احدهم وقام الاخر بدعم قائمة منافسة. واذا كانوا يروا بالنتائج خيبة، فكان على امينهم العام ومجلسه التنفيذي الاستقالة فورا اسوة بتصرف قياديي حزبهم الحليف.
مصادر عميقة وغير مؤكدة رصدت تقارب من مدة بين التيار الاصلاحي التقدمي والليبرالي "حسب الوصف" ضد التيار الذي يصفونه "بالعددي". تقارب ان كان صحيحا ادى الى انقلاب التيار المستقيل اخيرا.
ما نستطيع الوصول اليه هو ان التيار الثالث، الذي اعطى لونا وسببا وجوديا للحزب، ويلتزم الصمت اتجاه استفزاز رموزه واخرها تحويل ابرز رموزهم لمحاكم انتقامية، يرى بان الحزب لا يملك لون وقد بدا بالفعل بجمع استقالات مؤيديه وقيادييه. ولا يرى اي جدوى بمحاولة البقاء.