facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حينما تُزوّر الحقيقة لخدمة الباطل


محمد البطوش
28-03-2025 01:15 AM

في زمن تتحكم فيه وسائل الإعلام بتشكيل الرأي العام وصياغة الأحداث لم يعد التضليل مجرد خطأ عابرا، بل أصبح أداة خطيرة تُستخدم لطمس الحقائق وإعادة تشكيل الواقع بما يخدم أجندات معينة ومن بين القضايا التي تعرضت لهذا التزييف الإعلامي بشكل ممنهج تأتي غزة في المقدمة حيث يُعاد رسم مشاهد المعاناة والدمار بطريقة تبرر للجلاد جرائمه وتحول الضحية إلى متهم يجب عليه الدفاع عن نفسه أمام العالم .

وكما نعلم أن الإعلام يُفترض أن يكون مرآة للحقيقة لكنه في كثير من الأحيان يصبح أداة لتوجيه العقول والتلاعب بالمعلومات ففي الحالة الفلسطينية نجد أن بعض وسائل الإعلام تتعامل مع العدوان على غزة وكأنه صراع بين قوتين متكافئتين متجاهلة حقيقة أن هناك احتلالًا يستخدم أقوى الأسلحة ضد شعب محاصر يعاني من القصف والجوع والحرمان من أبسط مقومات الحياة، حيث إن أحد أخطر أساليب التضليل الإعلامي هو التلاعب بالمصطلحات حيث يتم وصف قصف المباني السكنية وهدم المستشفيات وقتل الأطفال بأنه مجرد عمليات عسكرية أو استهداف لمواقع معادية، بينما يتم الحديث عن مقاومة الشعب الفلسطيني وكأنها خطر إرهابي يجب القضاء عليه.

بهذه الطريقة ويُعاد تشكيل المفاهيم ليصبح الاحتلال دفاعًا والمقاومة إرهابًا والضحايا مجرد أرقام لا تستحق الاهتمام وإن التحيز الإعلامي لا يقتصر فقط على المحتوى بل يمتد إلى طريقة عرض الأخبار حيث يتم التركيز على بعض الأحداث وإهمال أخرى فبينما تتصدر بعض الأخبار العناوين الرئيسية التي يتم دفن الحقائق المتعلقة بجرائم الاحتلال في زوايا صغيرة أو يتم تجاهلها بالكامل كما يتم استخدام لغة محايدة تخفي حقيقة الظلم الواقع على غزة فيقال إن القصف أدى إلى وقوع ضحايا بدلاً من القول إن الاحتلال قتل الأبرياء مما يفرغ الجريمة من مضمونها الأخلاقي والقانوني وإن التضليل الإعلامي حول غزة لا يقتصر على الإعلام التقليدي، بل يمتد إلى وسائل التواصل الاجتماعي حيث يتم التلاعب بالمحتوى وحجب بعض الروايات وحذف المنشورات التي تكشف جرائم الاحتلال بينما يُسمح بنشر الدعاية التي تخدم المعتدي.

وهذا يؤكد أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة الميدانية بل ربما تكون أخطر لأنها تستهدف تشكيل وعي الأجيال القادمة، والمواجهة الحقيقية لهذا التضليل لا تكون فقط برفض الروايات المزيفة بل بالبحث عن المصادر الموثوقة ودعم الإعلام الحر الذي ينقل الحقيقة دون خوف لأن ما يجري في غزة ليس مجرد أخبار تُنقل بل قضية إنسانية تحتاج إلى صوت عادل ينقلها إلى العالم دون تزييف أو تحريف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :