لا يمكن أن ننزع عن حماس صفة المقاومة فحتى السابع من اكتوبر في نظر كل دساتير العالم فكرة من المقاومة الشرعية إن كانت مدروسة أو لا ، و لا يجب على الضفة المقابلة أن تنحصر المقاومة في فكرة حماس كأنّ من دونها تفنى ، فقد تكون جزءا من العُقدة لا الحل، معادلة صعبة كصعوبة الحياة في قطاع غزة ، فبعد أكثر من عام على رد فعل اسرائيلي مزلزل على ما قامت به حماس في السابع من اكتوبر ، يثور الشعب في القطاع بلسان واحد " حماس اخرجي".
كفكرة عامة و تحليلية للمقاومة ، من الصعب جدا أن يتبلور كيان مقاوم للكيان الصهيوني بعد حماس ، فمن يأتي بعدها و يعارض حماس سيقول " هل سنحمل ذنبها نحن " و من يناصرها سيقول " لا نملك مفاتيح القسام " فحماس على مدار سنوات طوال ثبّتت قوتها و سطوتها في غزة و حتى تحت ارضها بشكل يصعب على أي منافس حتى و إن كانت فتح أن يحلّ محلها دون احلال أو انصهار من الحركة بحد ذاتها.
لذلك قد تكون حماس هي العقدة و الحل في الوقت ذاته ، خصوصا في الوقت الذي يعاني منه سكان غزة من كوارث الحرب و الفقر و الجوع و انعدام الغذاء و الصحة ، تناقش حماس الخيارات على طاولة الحوار برفاهية مطبقة بمعزل عن ما يعانيه السكان.
الحل الآن بعيدا عن هستيريا الاستسلام التي يروّجها كل من يريد استمرار الحرب متناسيين أن الحياة في غزة لا تطاق مطلقا ، أن تنصهر حماس وفق كيان (مصري_فلسطينيّ ) واحد ، يتم من خلاله دراسة المعطيات و عرض صفقة تبادل تضمن بقاء السكان في غزة و اعادة الاسرى لاسرائيل .
يكفينا مكابرة ، يكفينا امعانا في الخيال ، يكفينا مقامرة على ارواح من بقوا ، شكرا حماس فمن خلالك اعدت القضية إلى الواجهة ، لكن نتمنى منك انصهارا فلسطينيا مصريا لكي يُحفظ ما يمكن حفظه من أرض غزة و أرواح من هم في غزة.