الحكمة الأردنية في التعاطي مع التحدياتد. هايل ودعان الدعجة
02-07-2011 03:37 PM
عمون - يسجل للقيادة الهاشمية الفذة تعاطيها الحكيم والفطن مع تداعيات وارتدادات موجات الاصلاح التي عصفت بالمنطقة، حتى بات هذا التعاطي مادة سياسية وفكرية يمكن الاستئناس بها والاستفادة منها من قبل دول الاقليم في تجاوز هذه التداعيات التي اطاحت انظمة سياسية عربية بعد ان فشلت في مواجهة الثورات الشعبية المنادية بالحرية والاصلاح ولقمة العيش. ولأن المدرسة الاردنية تعتمد مساقات ومناهج فكرية تستمد مادتها من الفكر الهاشمي الانساني، القائم على التسامح والاعتدال والتفاعل والتواصل مع الناس، فان من الطبيعي ان تكون قضايا المواطنين ومطالبهم على الاجندة الملكية اليومية. وليس ادل على ذلك من الزيارات والجولات الملكية الميدانية التي تضع القائد اولا باول بصورة اوضاع الناس واحوالهم وظروفهم المعيشية. وهي الزيارات التي دائما ما تقترن بمبادرات تعليمية وصحية وسكنية وشبابية تجسد حلولا عملية واستجابة فورية لمتطلبات المواطنين واحتياجاتهم، تأكيدا على التقارب والتلاحم بين القيادة والشعب. وان من شأن هذا الجو التقاربي والتلاحمي الذي يجعل القائد على تماس مباشر من قضايا الناس ومطالبهم، الحيلولة دون حدوث او وجود مطالب شعبية تراكمية يصعب تلبيتها . وهذا ما يفسر استجابة النظام السياسي الاردني الفورية مع مطالب الاصلاح الشعبية في ظل وجود بنية اصلاحية تحتية جاهزة، قائمة على الديمقراطية والتعددية السياسية واحترام الحريات وحقوق الانسان. اي ان الأردن الذي أحسن التقاط اللحظة التاريخية الراهنة بتعبيراتها الإصلاحية ما كان له أن ينجح في ذلك لولا قيامه باتخاذ خطوات سياسية مسبقة مهدت الطريق لاستيعاب مثل هذه المطالب. لأنه أراد لعملية البناء أن تقوم على أسس وقواعد مؤسسية مدروسة ومتينة يمكن معها مواجهة التطورات والتحديات الراهنة والمستقبلية بكل ثقة واقتدار. رافضا ترك الامور للصدفة وللفزعة ولرد الفعل ان تحكم سياساته وتوجهاته في مواجهة الاحداث والتطورات التي تعصف بالمنطقة. انسجاما مع قول جلالة الملك عبد الله الثاني، باننا اصحاب مسيرة طويلة مع الاصلاح الذي كان على الدوام في مقدمة اولوياتنا.
|
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة