عززت دعوة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، إلى: «تركيز جهود المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل على إحراز تقدم في البنية التحتية الرقمية، وتطوير التشريعات وتعزيز مواءمتها للمتطلبات التكنولوجية»، أهمية اساسية في مسارات ورؤية العمل المؤسسي الذي سيعمل عليه المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، بحيث يتحقق المنجز، ويبدأ المجلس، يواكب سبل ارتياد المستقبل بشكل جدي.

كان ولي العهد، واضحا في تقديم الرغبة الملكية السامية، بتشكيل المجلس، كمتطلب وطني، مؤسسي، بات وجوده معلماً مهماً في عالم تكنولوجيا المستقبل وادواتها وما تحمله من آفاق إدارية تنفيذية واكاديمية واقتصادية، وهذا يحيلنا الى محددات وضعها سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في الجلسة الأولى للمجلس، وفيها قال سموه، إن على المجلس: ضرورة تنفيذ مشاريع جديدة ونوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا، بما يخدم الاقتصاد الوطني.

ومنذ ترؤس ولي العهد الاجتماع الأول للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل في رئاسة الوزراء، وإلى يوم أمس، عندما اجتمع سموه مع أعضاء المجلس، في رحاب قصر الحسينية العامر.. سموه، لم يترك قضايا المجلس، ذلك أن الطموح رفيع المستوى ومتقدم، وسموه متابع للجهود الحثيثة لوضع صورة أعمال المجلس، في ميزان العمل التنفيذي، ذلك أن الهدف الرئيس للمجلس، وفق الرؤية الملكية؛ تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيا.

النظرة المهمة إلى ما قد ينطلق من خلاله المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، هو امر تدركه من خلال قول ولي العهد عن أهمية أن تنعكس أعمال المجلس على مشاريع الحكومة القائمة، مثل التحول الرقمي وإدارة البيانات، وتنمية الموارد البشرية التقنية، والتوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي.

المهم في الرؤية الملكية وفي متابعات ومساندة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، لهذا المنجز، وهو ما زال في طور التكوين، يمنح المجلس، حالة من العمل مع سمو ولي العهد، رئاسة الوزراء والجهات المعنية، بهدف التنسيق بين القطاعين العام والخاص، والاستعانة بالخبرات الأردنية داخل المملكة وخارجها، واتخاذ قرارات جريئة ضمن خطط استراتيجية، للوصول إلى نتائج واضحة وقابلة للقياس.

ندرك ان سمو ولي العهد، يتابع ويناقش، ويساهم في المتابعات ليقف المجلس، لأن الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، يمتلك ثقته بقدرة المجلس على الإنجاز، والقيام بدور ريادي على مستوى المنطقة.

عمليا، كانت إشارات رئيس الوزراء جعفر حسان إلى أن المجلس بدأ بالنظر في خطط العمل الضرورية لضمان البدء بشكل سريع ضمن الأولويات التي حددها جلالة الملك؛ ذلك يعد من صلب الحراك المتكامل ليكون المجلس نواة تغيير نحو ارتياد المستقبل والتشبيك مع عالمنا الرقمي في مجالات الذكاء الاصطناعي، وافاق الأعمال الاقتصادية والثقافية والعلمية والأمنية التي تساير كل تطور في هذا المجال.

ليس سرا، بحسب ما بينه رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، من أن المجلس يبني على الإنجازات الكبيرة التي حققها الأردن في قطاع التكنولوجيا، ويستهدف مواكبة التطورات العالمية وتعزيز مكانة الأردن في هذا المجال، لما له من أثر مباشر على الاقتصاد والمجتمع، ويخدم تحقيق أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، بالتأكيد، هذا المطلوب مرحليا وفي المستقبل.

يهمنا في هذه المرحلة من تأسيس المجلس، أن يكون الاعتماد، جاداً ومؤثراً وفاعلاً، بحيث يتم استثمار الخبرات والكفاءات الأردنية المتميزة والمشهود لها في المنطقة، وسيستعين بفرق عمل تنظر في قطاعات محددة.

وأيضا، على تنفيذ المشاريع والبرامج وفق جدول زمني، وسيضع مؤشرات لتقييم الأداء.

حتما، المجلس، يستطيع تجاوز الوقت ويضع بدء مسيرة الأهداف التي يجب أن نحققها في مجال تأسيس البنية التحتية للعالم الرقمي، وبالتالي ضرورة التكييف والتشبيك والتواصل، للانطلاق، بوعي وقدرة وبدعم رفيع المستوى، مثابر، داعم من سمو ولي العهد المحبوب.



الرأي