التوأم الرقمي .. ثورة تكنولوجية تسرّع تطوير الأدوية وتقلل المخاطر
27-03-2025 08:46 AM
عمون - تشهد صناعة الأدوية والأجهزة الطبية تحولًا جذريًا بفضل اعتماد تقنية "التوأم الرقمي" (Digital Twin) المدعومة بالذكاء الاصطناعي، والتي تُمكّن الباحثين من محاكاة الأعضاء البشرية بشكل افتراضي دقيق، ما يتيح اختبار العلاجات والأجهزة في بيئة آمنة قبل تجربتها على المرضى.
وفي هذا الإطار، طورت شركة AdSilico الناشئة، نموذجًا متقدمًا لقلب افتراضي يُحاكي وظائف القلب الحقيقي بدقة عالية، ليُستخدم في اختبار أجهزة القلب والأوعية الدموية القابلة للزرع مثل الدعامات والصمامات الاصطناعية. وتُعد هذه الخطوة ثورة في اختبار الأجهزة الطبية، إذ تُقلل من الحاجة للتجارب المباشرة على البشر وتقلل من الاعتماد على التجارب الحيوانية.
وتعتمد الشركة على الذكاء الاصطناعي لتحليل كميات ضخمة من البيانات وإنشاء نماذج متعددة لـ "قلوب رقمية" تختلف بحسب العمر والجنس والعرق والحالة الصحية، ما يُتيح للشركات اختبار الأجهزة على مجموعات سكانية متنوعة بدقة غير مسبوقة.
وتسهم هذه التقنية في تجاوز واحدة من أبرز مشكلات التجارب التقليدية، وهي التمثيل المحدود للمرضى، إذ غالبًا ما كانت تُجرى التجارب السريرية على فئة محدودة مثل الرجال البيض، بينما تساعد التوائم الرقمية في توفير بيانات أكثر شمولًا تراعي التنوع السكاني.
وفي سياق موازٍ، بدأت شركات الأدوية العالمية مثل Sanofi في اعتماد التوأم الرقمي لتسريع مراحل تطوير الأدوية، حيث أشارت الشركة إلى أنها تمكنت من تقليص مدة الاختبارات السريرية بنسبة تصل إلى 20%، وتحقيق زيادة ملحوظة في نسب نجاح الأدوية، مما يساهم في خفض التكاليف وتقليل نسب فشل الأدوية في المراحل النهائية.
ورغم الفرص الكبيرة التي توفرها التقنية، إلا أن الخبراء يُحذرون من التحديات المرتبطة بجودة البيانات المُستخدمة في تدريب هذه النماذج، والتي قد تؤثر على دقة النتائج في حال وجود تحيّزات أو نقص في تنوع البيانات.
وتسعى الشركات المطورة إلى التغلب على هذه التحديات عبر توسيع مصادر البيانات والاعتماد على سجلات صحية إلكترونية ومصادر متنوعة، لضمان تطوير نماذج دقيقة وشاملة.
ويتوقع أن تُحدث هذه التقنية، بدعم الذكاء الاصطناعي، نقلة نوعية في تطوير الأجهزة والأدوية، مع إمكانية توسعها مستقبلًا لتشمل أعضاء أكثر تعقيدًا مثل الدماغ والكبد، ما يفتح آفاقًا جديدة لتحسين جودة الرعاية الصحية عالميًا.