في العلاقة الاردنية الامريكية
أ.د.محمد المصالحة
26-03-2025 04:29 PM
تجتاز هذه العلاقة حاليا مرحلة دقيقة نظرا لوجود اختلافات جذرية في موقف البلدين من القضية الفلسطينية. ففيما تتبنى الادارة الجديدة في البيت الابيض تأييدا ودعما لا محدود لاسرائيل بالمال والسلاح والدعم في المحافل الدولية السياسية والقضائية وتريد تشكيل وبناء علاقتها مع الاردن وغيره بمدى تجاوبهم مع الطروحات والسياسات الامريكية المرتكزة اصلا وبقوة على المصالح والأفكار الاسرائيلية فيما يخص خيارات الحرب والسلام مع إسقاط اي اهتمام نحو حقوق الشعب الفلسطيني.. اي الرؤيا بعين واحدة لأسباب الصراع المزمن في المنطقة!! نجد ان موقف الاردن لا يمكنه ان يكون طرفا في اية حلول تصفي قضية فلسطين.
لقد كانت القمة الاردنية الامريكية في شباط الماضي فرصة تقابلت فيها القيادتان حول الطلب الامريكي تهجير اهالى غزة للاردن بحجة ان القطاع لم يعد صالحا للعيش وان ترمب يرغب شراءه وتحويله إلى ريفيرا.؟؟؟؟. وكان الردالاردني كما طرحه جلالته واضحا ان مصلحة الاردن اولا.. ووجود خطه عربيه من مصر ثانيا وقمه عربيه لبحثها واقرارها ثالثا. وهو ما حصل لاحقا....طبعا ترامب يريد مقايضة المساعدات مقابل انتزاع موافقة الاردن ،( والتي لن تحصل) على استضافة اللاجئن من غزه..وقد تراجعت الاداره الامريكيه لاحقا عن موقفها بهذا الصدد...والمعيب في الطروحات الامريكيه انها تفتقر للتقاليد الدبلوماسيه.التي لاتسمح ببحث موضوعات خلافيه بين الزعماء لدول صديقه أمام الكاميرات وهو ما حصل في تلك القمه.
من جهة أخرى غير جائز ان يتم إملاء الراي الترامبي بشأن عملية التهجير على الاردن ومصر مقابل المساعدات الاقتصاديه التى تقدم للاردن لقاء دوره الهام في حفظ السلام والاستقرار ومكافحة الارهاب ووفاءه بالتزاماته في المنطقه..زد على ذلك أن واشنطن تريد بمثل هذا الطرح وفقا لطلب تل ابيب إزاحة عبء القضيه الفلسطينيه عن مسببها الاسرائيلي ووضعهاعلى الدول العربيه وبالتالي تصدير ما ينجر على ذلك من فوضى إلى تلك الدول.ولكن دون ان تنجو او تتخلص إسرائيل من مسؤوليتها كقوة احتلال واغتصاب لاراضى الشعب الفلسطيني..
لقد وصفت العلاقه بين البلدين طوال العقود الماضيه ومنذ تدشينها في الخمسينات في عهد الرئيس ايزنهاور ووزير خارجيته جون فوستر دالاس بأنها شراكه استراتيجيه ...وآية طروحات امريكيه تتعارض مع طبيعة هذه العلاقه وتهدد مصالح الاردن يجب أن لا تطرح على سبيل المساومه والمقايضه اطلاقا. ....وبطبيعة الحال ان واشنطن لاتضع في حسابها ما يترتب على هكذا مخططات عدوانيه من تعقيد اوسع لأزمات المنطقه وخلق مزيد من التطرف والعنف جراء فرض حلول على حساب الطرف العربي والفلسطيني خاصة.