سَأَرْفَعُ قَلَمِي فِي العُلا لِوَطَنٍ لا يَلِيقُ بهِ سِوَى الصَّفِّ الأوَّل
د. كفاية عبدالله
26-03-2025 12:17 PM
رجَعتُ لِنَفسي فَاتَّهَمتُ مَهاراتي فلِلعِلمِ وَهَبتُ جُهدي وَاحتَسَبتُ حَياتي
رَمَوني بِعُقمٍ في المَهامِ، وَلَيتَني عَقِمتُ، فَما هَانَت عَزيمَةُ غايَاتي
وَسِعْتُ عُلومَ الدرس فَنًّا وَمَهَارَةً وما ضِقْتُ عن تَطويرِ مُعْادَلاتِي
فَكَيْفَ أَضِيقُ اليَومَ عن تَصميمِ سِيَاساتٍ وَخُطَطٍ، وَتَطويرِ أُطُرٍ وَمَنْهَجِيَّاتِ؟
أَنا مَن رَكِبتُ أَموَاجَ العِلمِ أَبحَثُ دُرَّتَهُ وَأُهْدِي لِوَطْنِي ثَمَرَةَ العِلْمِ هذه غَايَاتِي
فَهَلْ سَأَلُوا مُؤَلَّفَاتي عَنْ صَدَفِي؟ وَمَا أَبدَعتُهُ فِي سِجِلِّ إِنجَازَاتِي؟
وَطَنٌ عَشِقْتُهُ، وَلَكِنِّي حُرِمْتُ عِمَارَتَهُ وَأَقصَانِيَ الحُسَّادُ عَنْ خَيْرِ سَاعَاتِي
عَاقٌ أَلبَسُوا كُلَّ بَرٍّ تُهَمَةً وَشَكَّكُوا فِي نِيَّاتِي وَقُدَرَاتِي
إنْ قَدَّمْتُ مُقْتَرَحًا لَوَّوا العُنُقَ وَإِنْ زَلَلْتُ، رَجَمُوني بِشَهَوَاتِ
كَمْ ذَا يُجَافِي الحَقُّ أَهْلَ تَمَكُّنٍ؟ فكيفَ لمهارةٍ أن تُكتَشَفَ دُونَ صَلاحِيَاتِ؟
وَإِنِّي أَرَى فِي الغَدِ القَرِيبِ فُرْجَةً وقد جَاءَنِي قَائِدٌ يَسمُو بِرُؤْيَاتِ
يَرْفَعُ أَهْلَ العِلْمِ حُبًّا وَعِزَّةً وَيُطلِقُ طَاقَاتِ العُلا فِي وُطُنِي
فَيَا أَيُّهَا القَائِدُ، أَقِمْ عَدْلَكَ المُرْجَى وَلا تَجْعَلِ الأَكْفَاءَ رَهْنَ وَشَايَاتِ
فَإِنَّ العُظْمَاءَ يُحْيُونَ أُمَّةً وَالعَدلُ أَساسٌ فِي المُؤَسَّسَاتِ
وَزِنْ بِأَهْلِ العِلْمِ صَرْحًا مُهَنْدَسًا وَأَنْصِفْ مُجِدًّا فِي تَوزِيعِ المَهَامَاتِ
فَحَقُّ المُجِدِّ اليَومَ أَنْ يَتَمَكَّنَا وَلا يُؤْكَلَ الحَقُّ بِسُوءِ القَرَارَاتِ
أَعِنْ مَنْ رَأَيْتَ النُّورَ يَسْكُنُ فِكْرَهُ فَمَا العِلْمُ إِلَّا بُوصَلَةُ المُتَاهَاتِ
وَكُنْ نَاصِرًا لِلمُجْتَهِدِينَ بِحِكْمَةٍ وَلا تَتْبَعِ الأَصْوَاتَ فِي الظُّلُمَاتِ
يَا صَاحِ، إِنَّ العِلْمَ لَيْسَ مَقَاسِمًا، فَخُذْ نُورَهُ، إِنْ كُنتَ تَبْغِي النَّجَاحَا
فَمَا نَالَ مَجْدًا مَنْ رَجَا هَدْمَ غَيْرِهِ، وَمَنْ حَارَبَ الأَكْفَاءَ زَادَ جِرَاحَا
إِذَا شَاءَ رَبِّي أَنْ أُفِيدَكَ عِلْمَهُ، فَكُنْ طَالِبًا، لا حَاسِدًا وَجَحُودَا
فَمَا العِلْمُ إِلَّا نُورُ مَنْ يَتَطَلَّعُ، وَمَنْ كَانَ غِرًّا لَنْ يَكُونَ سَدِيدَا
سَأَرفَعُ قَلَمِي فِي العُلا مُتَحَدِّيًا وَأَرْسُمُ مَجدًا لا يُطَالُ بِوِشَايَاتِ
فَإِنْ صَادَرُوا حَقِّي وَحَاصَرَنِي الأَذَى سَأَشْرَعُ فِي تَسْطِيرِ صَفَحَاتِي
وَأَبْنِي لِمَجْدِي مِنْبَرًا لا يُنَالُهُ كُلُّ حَسُودٍ يَحْجُبُ الأَضْوَاءَ بِالْعَثَرَاتِ
سَأَنْشُرُ رِسَالَتِي فِي الدُّنَا وَإِنَّنِي إِذَا ضَاقَتِ الأَبْوَابُ، آثَارِي تَتَكَلَّمُ
وَطَنِي حَقٌّ عَلَيَّ فِي الدُّنَا يَعْلُو، سَامِيًّا فِي رَفْعَتِهِ أَمَانَتِي وَمَسْؤُولِيَّتِي.