facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الأردن .. صوت العقل والموقف الثابت في زمن المتغيرات


صالح الشرّاب العبادي
26-03-2025 01:24 AM

في الوقت الذي تتشابك فيه الأزمات وتتسارع فيه الأحداث وتتصاعد التوترات في الإقليم، يبقى الأردن صامداً كصوت حكيم وعقلاني يحمل أمانة الموقف العربي والقومي في كل قضايا الأمة، وطن صغير بحجمه الجغرافي، لكنه عظيم وكبير بمواقفه التاريخية الثابتة الراسخة التي تسطرها قيادته الحكيمة وشعبه الواعي، في مشهد يعكس ثبات المبادئ ووضوح الرؤية، وخاصة في دعمه الثابت والمستمر للقضية الفلسطينية، القضية المركزية التي لم تغب يوماً عن وجدان الأردنيين وقيادتهم.

لقد استطاع الأردن على مر العقود أن يتعامل بحكمة وهدوء مع مختلف التحديات التي تعصف بالإقليم، دون أن يسمح بأن تكون ساحته مسرحاً للفتن أو ساحة لتصفية الحسابات، ومع ذلك، فإن هناك من يحاولون، بقصد أو بدون قصد، استغلال الشعارات والقضايا والاحداث الجارية لبث الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب الأردني أو لتشويه صورة مواقفه الثابتة.

لا يختلف اثنان على أن التعبير عن الرأي حق أصيل تكفله القوانين والأنظمة، لكن هذا الحق يجب أن يمارس ضمن إطار الدولة وما تحملة من القيم الأخلاقية والوطنية التي تحمي المجتمع من الانزلاق إلى مستنقع التحريض أو الإساءة ، في هذا السياق، يمكن أن نلاحظ أحياناً أن بعض الشعارات التي ترفع هنا وهناك تحمل في طياتها نبرة اصوات لا تخدم الهدف الأسمى الذي رُفعت من أجله ، شعارات قد يظن من يسمعها لأول وهلة أنها دفاع عن قضية أو موقف، لكنها في الحقيقة تصب في خانة التحريض وبث الشكوك والتشكيك بالمواقف الوطنية الثابتة.

الأردن ليس بحاجة إلى من يزايد على مواقفه القومية والعروبية ، فهو، بقيادته الهاشمية وشعبه الأصيل، كان ولا يزال حاضراً بقوة في كل المحافل دفاعاً عن حقوق الشعب الفلسطيني، منذ نكبة عام 1948 وحتى يومنا هذا ، لم تكن مواقف الأردن يوماً مواقف لحظية ترتبط بالظروف السياسية أو المعطيات المتغيرة، بل هي مواقف مبدئية تستند إلى رؤية ثابتة ترى في دعم الشعب الفلسطيني واجباً قومياً وأخلاقياً لا يقبل المساومة.

ورغم كل التحديات، يبقى الشعب الأردني شعباً واعياً مدركاً لحجم المخاطر التي تواجهه ، لا تغريه الشعارات الزائفة ولا تجذبه الأصوات النشاز التي تحاول إشعال الفتنة أو إثارة المشاعر المضادة ، فهو شعب أردني أثبت على مر العقود أنه قادر على ضبط النفس وتحكيم العقل، مهما بلغت حدة التوترات أو تصاعدت التحديات.

إن ما يميز الأردن عن كثير من الدول هو ذلك التماسك العميق بين قيادته وشعبه ، فرغم الأزمات الاقتصادية وضغوطات الواقع الجيوسياسي، لم يفقد الأردنيون البوصلة، ولم ينجروا وراء دعوات التخوين أو التحريض التي يرفعها البعض بحجة الظهور والمساندة للقضية الفلسطينية والوضع في غزة ، لا هدف لها سوى زعزعة الاستقرار وتحقيق أجندات مشبوهة تخدم أعداء الوطن والأمة.

اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، نحن بحاجة إلى أن نكون صفاً واحداً، نغلب مصلحة الوطن على أي اعتبارات أخرى، ونقف بحزم في وجه كل من يحاول المساس بأمننا واستقرارنا ، إن معركتنا ليست مع أنفسنا، بل مع من يستهدف وحدتنا وتماسكنا ومواقفنا القومية التي تتصدرها القضية الفلسطينية.

في النهاية، يبقى الأردن، بقيادته الهاشمية وشعبه الواعي، منارة للحكمة والعقلانية في زمن تعصف به الفتن وتتزايد فيه التحديات. وسيبقى متمسكاً بمبادئه وثوابته، داعماً لقضايا أمته، وفياً لتاريخه، وماضياً بثبات نحو مستقبل يليق بتضحيات أبنائه وتطلعاتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :