facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ملح و فلفل اسود و كمون بهارات المطبخ الحزبي السياسي الأردني.


د. محمد العزة
25-03-2025 05:53 PM

" الهندسة الحزبية السياسية ", كان المصطلح و الوصف الاكثر تداولا في مرحلة نشاط اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية و ما تلاها من اطلاق مساراتها الثلاث ، ليتبعها الانتهاء من مخططات البنية التحتية و تنفيذ رسوماتها الهندسية فعليا بحسب قانون الأحزاب و الانتخابات النيابية و التشريعات و التعليمات الناظمة لها ، التي مكنت الأحزاب الانخراط فيها كل من موقعه و حسب انتماؤه للمساحة و اللون السياسي المدرج فوق المسطرة الحزبية ( يسار ، وسط ، يمين ) ، لننتقل اليوم لاستخدام مصطلح (الطبخة الحزبية) إشارة إلى مستوى النضج لفكرة الحزبية البرامجية داخل أدبيات و ابجديات وعي الأحزاب الاردنية و مدى قدرتها و تمكنها من تقديم فعل و خطط عمل لنشاط واقعي يترجم و يجسد الحزبية البرامجية ، منهجا و نموذجا حقيقي يتم تداوله على كافة المستويات ، خاصة فترة ما قبل الانتخابات ، خلالها ، و ما بعدها.

"الطبخة الحزبية" مصطلح يرمز للطريقة المثالية لإعداد الوصفة الحزبية على طريقة البرامجية السياسية داخل المطبخ الحزبي و مستوى صانع القرار السياسي فيه ، التي يضع فيها تصوراته حول ، شكل،مذاق ، لون ، و مكونات الوصفة الصحيحة المتوقعة، لتكون النتيجة عند النضج وصفة أو تشكيلة وجبات من الاطباق الوطنية الأردنية الأصيلة و المستمدة من باقي المطابخ العربية و الإقليمية و العالمية الحديثة القريبة من ثقافة بيئته كما هو الحال في الشراكة الأورومتوسطية على سبيل المثال أو صندوق مجلس الوحدة الاقتصادية العربية. الاطباق المتوقع أن يتم صناعتها ستكون وجبات مشاريع انتاجية ، مقترحات و أفكار ابداعية ، يستصيغها المواطن الأردني و تبهج سرائره ، تهضمها معدة عقله لتسد جوعه و تروي رمقه و تلبي طموحاته في رفع مستوى ظروف معيشته الصعبة الراهنة الى الافضل ، الأمر الذي سيؤدي إلى تحسين نمط تفكيره و انطباعه حول طبيعة أثر عمل تبني البرامجية داخل الحكومات و البرلمانات الحزبية لغايات تحقيق الانجاز الملموس و المحسوس و المستصاغ ذوقا.

النمطية التقليدية السائدة هي ما تعكسه اليوم قائمة الوجبات من أداء و نشاطات عن واقع الحال الحزبي الاردني ، الذي ينم أن لا شيء تغير علي طريقة أعداد الوصفات ، حيث المنتج الحالي مازال يعاني لائحة تحتوي بعض الدسم القائم على بعض التصريحات المحلية الانفعالية الارتجالية هنا أو إقامة المسيرات و الفعاليات المصحوبة مع الشعارات الشعبوية هناك أو إثارة النقاشات الجانبية حول بنود الشأن الداخلي تكون بمثابة مقبلات باردة ، تقدم على استحياء قبل الوجبة الساخنة التي احترف وبرع البعض منهم في إعداد و تقديم وصفتها ، عبر تعلمها من الخارج و أو توارثها من الداخل و نقلها إلى مطبخ الحياة السياسية الأردنية حتى صارت بل استطاع جعلها أحد الاطباق الرئيسية فيها ، و هنا تكمن المشكلة . المشكلة أن هذه الوصفات شخصت على انها السبب في حالة الخمول لحركة الشارع ، في تعطيل فكره و خفض مستوى وعيه ، وفي غرز أنماط من السلوك الاجتماعية السياسية الشائعة السلبية، أخطرها جاءت من وراء الجهوية المناطقية أو وصاية التمثيل الديمغرافية و إساءة سلطة رأس المال ، حيث أنتجت اللامبالاة و تقديم نظريات القطع بالشك المؤدي إلى الرفض و عدم المشاركة الفاعلة و عدم اللامبالاة ، نمط اخر العاطفية السياسية بأنواعها القبلية و الدينية التي استغلها بعض التيارات السياسية في صياغة صكوك تفويض و وصاية على القرار عند اتخاذه أو حجبه ، الأمر الذي أدى ضمور ماكينة الطبقة الشعبية و تكلس مفاصلها و توقفت ساعة الزمن لديها راضين بأصناف الوجبات المقدمة المعتادة دون إبداء الرغبة في التحديث أو التجديد و مواكبة فكر الأجيال الحالية و الاطلاع على وجهات نظرهم عن السلم و الحرب ، عن المقاومة و الديبلوماسية ، عن أحلامهم داخل مجتمعهم في وطنهم و مشاكلهم و السماع لما يقترحوه من حل لتحقيقها و التخلص من كابوس مشاكلهم ، غياب كل ذلك بعث رسالة مفادها : اطباق تلك الأحزاب صارت بلا طعم أو رائحة بلا بهارات فقط لون ، مشكلة تساعد على الركود و الكسل ، حافز يشجع على السبات عند دخول الفترة الشتوية ، أو الاسترخاء و الاستمتاع لقضاء الاجازة في العطلة الصيفية ، فقط تعلن حالة التأهب اوقات المناسبات السنوية أو في مواسم توزيع المناصب و تقسيم المكاسب السياسية. لا احد يختلف بل بالكاد الكل يجمع و يتفق أن صانع القرار داخل المطبخ السياسي الأردني و عبر مراحل تطور الدولة ، نتيجة رؤيته المتجددة و جذوره المتمسكة بالأصول و الموروث و الأصالة ، إتاحة فرصة خلق بيئة ثقافية سياسية غنية ، سمحت لكافة وصفات المطبخ الحزبي بالدخول و استعراض مهاراته وحرية التفكير و اختيار الطريقة بإعدادها لكن مع الأخذ بعين الاعتبار إعطاء الأولوية بألتزام أستخدام مكونات المطبخ السياسي الأردني الأساسية ( الثوابت ) و لامانع من استخدام شيء من المكونات الجديدة و البهارات، رغم ذلك للان لم يستطع في تطويع أو تطبيق تلك الوصفات وفق الذوق السياسي الرسمي و الشعبي الاردني . نضوج الطبخة البرامجية الحزبية السياسية ، بحاجة إلى العودة للبداية ،ليكون اولا الاتفاق على الوصفات الأساسية لها ، السماح بإضافة بضع بهارات دون زيادة أو نقصان ، و الإقرار اننا بحاجة إلى إضافة ملح نستخرجه من عرق جبيننا و طين ترابنا الاردني رمزا لرشد الذوق و اعتداله و ضبط معاييره، بحاجة الى فلفل اسود يشعل المعاني و يلهب القوافي و الاحاسيس الحقيقية بالمواطنة و الهوية الاردنية وحرارة الوحدة الوطنية و التأكيد على جبهة داخلية موحدة تسخن لحد الغليان لصد اي تهديد جبان يحاول أحراقها أو اختراقها ، قليل من الكمون وإظهار اللون السياسي الحزبي هو عنوان ليافطة تفصح عن فلسفة ذلك الحزب و أهدافه و تكشف طبيعة برامجه و فكره سعيا لتحقيقها . للامعان أكثر في تبني البرامجية داخل الأحزاب ، هناك حاجة إلى جهد أكبر في تبنيها كوصفة و التدرب على كيفية أعدادها و طرحها ضمن نماذج مشاريع فعلية تسهم في النهضة و التنمية على كافة مستوياتها و مساراتها ، دون الاكتفاء بالقسم على أنها ستكون موكولة أو سيتم أعدادها ضمن سياق واجب التكليف ، بل وجب اظهار الشغف و الحس المرهف النابض بالاخلاص والوفاء و الانتماء لهذا الوطن ، الساعي للإبقاء و الايفاء بعهدنا له أن يظل عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :