اللجوء إلى الدول الكبرى لا يخدم المعارضة السورية ..
سلامه العكور
01-07-2011 06:11 AM
وفود من المعارضة السورية تزور موسكو وعواصم غربية لإقناع حكوماتها بالتخلي عن علاقاتها مع دمشق أو مقاطعتها تماما ودعم المعارضة وانتفاضتها وأهدافها في الإصلاح والتغيير وحتى إسقاط النظام..
والعواصم الغربية طبعا لا تحتاج الى من يطلب منها ممارسة الضغوط على دمشق.. وذلك لان هذه الدول الكبرى لا تفكر الا في مصالحها الاستعمارية ولا تهمها ابدا مصلحة سوريا او مصلحة شعبها او مصلحة المعارضة فيها..
وكل ما نسمعه او نقرأه عن حرصها على الديموقراطية والحريات وحقوق الانسان ليس سوى تغطية لحراكها المشبوه ولمحاولاتها للتسلل بحثا عن عميل او اكثر لها هنا او هناك..
ان ازمة سوريا لن تجد لها حلا معقولا ومقبولا ويحقن دماء السوريين ويكون في صالح الاصلاح وحتى التغيير الا من خلال الحوار البناء والشجاع بين جميع اطراف المعارضة من جهة وبين النظام من جهة اخرى..
اما العقوبات الاقتصادية والمالية والسياسية وغيرها التي فرضتها هذه الدول الاستعمارية الكبرى سابقا واليوم بصدد فرضها على سوريا وعلى عدد من كبار المسؤولين فيها من خلال مجلس الامن الدولي الذي يعتبر اداة طيعة بيدها فهي ليست في خدمة المعارضة السورية كما هي ليست في خدمة سوريا والشعب السوري ابدا..
من هنا فان مؤتمر دمشق مطلع هذا الاسبوع الذي جمع اطراف المعارضة بمختلف اطيافها في الداخل مع نظام الحكم انما يعتبر عمليا وموضوعيا خطوة واسعة على طريق الاتفاق او التوافق الوطني لتحقيق الاصلاح الشامل السياسي والاقتصادي والاجتماعي وعلى كل صعيد..
وليت المعارضين في الخارج يقتدوا بهذه الخطوة وبهذا الاتجاه الحواري الموضوعي والشجاع الذي دشنته بحكمة وشجاعة غير مسبوقتين معارضة الداخل لتكتمل بذلك قوة المعارضة وزخمها وتدفع نظام الحكم إلى التجاوب معها والاستجابة لمطالبها او شروطها وصولا الى بناء سوريا ديموقراطية تنعم بالحريات العامة وبحقوق الانسان وبجميع مجالات الاصلاح الشامل والمشاركة الشعبية في صنع القرار وتداول السلطة..
اما فتح المجال امام الدول الكبرى للتدخل السافر في الشأن السوري او في اي شأن عربي آخر لا يمكن فهذا لا ينتج سوى المصائب والكوارث..
وتجربة العراق الشقيق المأساوية التي جاءت المعارضة فيها على ظهور دبابات الاحتلال لا تزال ماثلة امام الجميع..
وهذه الدول الكبرى ان لم تجد لها فرصة لاحتلال سوريا عسكريا فأنها ستسعى الى اشعال حرب اهلية لا تبقي ولا تذر وهذا كله سيكون في خدمة اسرائيل اولا وقبل كل شيء..
الرأي