دراسة تثبت أن الطبيعة مسكن للألم
25-03-2025 02:53 PM
عمون - لطالما كانت الطبيعة مصدرا للراحة والاسترخاء للإنسان، لكن الدراسات العلمية الحديثة بدأت تكشف عن أبعاد أعمق لتأثيرها على صحتنا، خاصةً في مجال تخفيف الألم.
وفي ظل تزايد الاعتماد على الأدوية لتسكين الآلام، تبرز الحاجة إلى بدائل طبيعية وآمنة.
إذ أظهرت دراسة حديثة أن التعرض للطبيعة قد يغير طريقة استجابة الدماغ للألم. وكشفت فحوصات الدماغ عن انخفاض في النشاط المرتبط بإدراك الألم عندما شاهد المشاركون في الدراسة مقاطع فيديو لمناظر طبيعية.
كيف تقلل مشاهد الطبيعة من الألم؟
في تفاصيل الدراسة التي نشرت في مجلة Nature Communications، أجرى الباحثون من جامعتي إكستر وفيينا تجربة شملت 49 شخصا تم تعريضهم لصدمات كهربائية خفيفة في أثناء مراقبة نشاط أدمغتهم.
وباستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI)، راقب الباحثون نمو ونشاط الدماغ لـ 49 مشاركا في النمسا، في أثناء تلقيهم ألما عبر سلسلة من الصدمات الكهربائية الصغيرة.
وعندما شاهد المشاركون مقاطع فيديو لمشهد طبيعي مقارنة بمدينة أو مكتب داخلي، لم يبلغوا فقط عن شعورهم بألم أقل، بل أظهرت عمليات المسح تغييرا في استجابات الدماغ المحددة المرتبطة بمعالجة الألم أيضا.
واستخدمت الدراسة تقنيات متقدمة للتعلم الآلي لتحليل شبكات الدماغ المتعلقة بمعالجة الألم، بحسب فوشيا.
وقال طالب الدكتوراه في جامعة فيينا ماكس شتايننغر، والمؤلف الرئيسي للدراسة: لقد أظهرت العديد من الدراسات أن الناس يشعرون بألم أقل عند تعرضهم للطبيعة، ولكن حتى الآن كانت الأسباب الكامنة وراء هذا التأثير غير واضحة.
وأكد ماكس، أن دراستهم للبحث تعتبر الأولى التي تقدم أدلة من فحوصات الدماغ تثبت أن هذا التأثير ليس مجرد تأثير وهمي ناتج عن اعتقاد الناس أن الطبيعة مفيدة لهم، بل إن الدماغ يستجيب بشكل أقل لمعلومات مصدر الألم وشدته.
وعلى الرغم من أن تأثير الطبيعة ليس بديلا عن الأدوية، إلا أنه يمكن أن يكون مكملا فعالا لإدارة الألم. وتشجع هذه النتائج على حماية البيئات الطبيعية وتشجيع الناس على قضاء الوقت في الطبيعة، سواء كان ذلك فعليا أو افتراضيا، لصحة أفضل للكوكب والبشر.
كما تفتح هذه الدراسة الباب أمام المزيد من الأبحاث لفهم آليات تأثير الطبيعة على الدماغ وتطوير علاجات غير دوائية فعالة.