غزة وأوكرانيا في التوازنات الدولية
د. محمد المصالحة
25-03-2025 11:50 AM
من الواضح أن هناك تحولات تجري في العلاقات الدوليه في ظل الحربين القائمتين فى الشرق الأوسط واوكرانيا وبدور امريكي هو اللاعب الأكثر حركية وتاثيرا في مسار الأحداث، وربما في حسم النتائج لكليهما، واذا كان الموقف الامريكي بقي ثابتا بالدعم والاسناد للكيان الاسرائيلي في حربه الاجراميه على غزة والضفه، فإن الادارة الجديده في واشنطن اخذت تقلب سياستها تجاه الحرب بين روسيا واوكرانيا من دعم لاوكرانيا إلى وقف المساعدات الامريكيه عنها وضغط شديد على كييف من أجل صفقةكبرى لحصول أمريكا على معادن ثمينه في الأراضي الاوكرانيه مقابل ٣٥٠ مليار دولار يطالب بها ترامب هي (حسب تقديراته) هي قيمة المساعدات الامريكيه المقدمه من إدارة بايدن إلى كييف تمويلا للحرب واسنادا لاوكرانيا.
وفي الحالتين تريد واشنطن من وراء استمرار حرب الاباده في غزه لتهجير شعبها امتلا ك ثروات الطاقه في ساحلها المتوسطي كما تريد اكتساب روسيا حليفا لتحييدها عن الصين ان امكن وتمكين الشركات الامريكيه من الاستثمار في ثروات طبيعية هائله في سيبيريا بدلا من الشركات الاوربيه خاصة الالمانية اذن تحمل هذه الحروب احتمالات تغيرات في التوازنات الدوليه والاحلاف والاوضاع القائمه بعد إنتهاء الحرب البارده عام ١٩٩١ لذا يمكن فهم الاحاديث عن خرائط جديده فى منطقتنا وفي الساحة الاوراسبه.
ترامب بالفم الملان يصرح ويكرر في أقواله انه لابد من توسيع إسرائيل لأنها رفيعه وحولها جيران يمتلكون اراض شاسعه وموارد يمكن استقبال اللاجئين إليها من فلسطين!!! أجل انه منطق سقيم يشرعن الاحتلال و التهجير للشعوب وتمليك اراضيها للغير؟؟!! وفي الحقيقه يمكن فهم الضغط الامريكي على كييف لقبول تسوية تتضمن قبولها بالوقائع التى حدثت جراء الصراع المسلح وسيطرة او احتلال روسيا لمساحة ٢٠% من شرق أوكرانيا وليكون هذا سابقه يحتذى بها في المنطقه العربيه بتسليم العرب في غزة وكل من لبنان وسوريا بل والاردن ومصر والعرب جميعا بالتوسعات والاحتلالات الاسرائليه الاخيره لاراض عربيه جديده بما يتفق مع الأحلام الاسرائيلية والوعود الامريكيه بدعم تحقيقها.