الأردن مع فلسطين قولاً واحداً وأعمالاً متعددة
نيفين عبد الهادي
25-03-2025 02:13 AM
جدلية الموقف الأردني من الحرب على أهلنا في غزة، بدأت ولم تنته، منذ بدء هذه الحرب والأسئلة تدور في فلك الموقف الأردني كونه الأكثر حكمة وعقلانية، وعملية، وذهب البعض لإلحاق أسئلته بمطالب لحل تحديات وإشكاليات يقف العالم مكتوف الأيدي أمام حلها، فكان الأردن حاضرا بدعم الأهل في غزة وإسنادهم بوضوح كبير وبجهود لم تتوقف ولن تتوقف حتى يقف إطلاق النار، وتفتح المعابر لإيصال المساعدات دون انقطاع.
الأردن مع فلسطين، ومع غزة، قولا واحدا، وعملا كثيرا، إذ يصعب القول إنه عمل واحد، ذلك أن الجهود الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني الهامة جدا وعلى مستوى دولي مستمرة وتأخذ الطابع العملي، الذي في تنفيذه ضمانة حقيقية لحل الكثير من أزمات المرحلة، ومن وقف إطلاق النار، وإحلال السلام، السلام الذي هو عنوان الأردن الدائم لمواجهة كافة تحديات المرحلة وصعوباتها.
المواقف الأردنية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، والأهل في غزة، حتما معروفة وغير مستترة، فهي علنية، ما يجعل من وضوحها لا يستدعي أي فرضيات أو أسئلة، أو جدليات، علاوة على كونها عملية واقعية تفرض نفسها على المشهد سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا وإغاثيا، عاشها الأهل في غزة بتفاصيل غيّرت من حياتهم لجهات إيجابية بشكل كبير، كما غيّرت من مواقف دولية تجاه قضيتهم وعدالتها، أيضا لجهة إيجابية تنصفهم وتمنح قضيتهم العدالة التي تستحق، وهو ما يؤكده الغزيون أنفسهم بأن جلالة الملك عبدالله الثاني ملك الإنسانية، ومواقف الأردن بقيادة جلالته عززت من صمودهم وداوت جراحهم، ووفرت لأعداد منهم الطعام والشراب، ليعيشوا المواقف الأردنية لا أن يسمعوا بها فقط، وفي حديث الأهل في غزة عن الأردن، الكثير ونقله يحتاج وقتا ومساحات لنقله بشكل كامل.
بالأمس، أكد رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، في مداخلة له خلال جلسة لمجلس النواب أنه «لا يوجد موقف يضاهي أو ضاهى موقف الأردن تجاه دعم الشعب الفلسطيني»، وهذه هي الحقيقة كاملة، والواقع الذي يحكيه الأشقاء في فلسطين وغزة، الأردن وقف ويقف وسيقف مع الأشقاء في فلسطين، وهذا الموقف الواضح وضعه رئيس الوزراء بصيغة تفصيلية وبكلمات مختصرة أمام النواب والعالم، وأجاب على تساؤلات كثيرة طرحها من يصرّون على البقاء في المساحات الرمادية باحثين عن الحقيقة وهي ناصعة الحضور.
كما أشار الدكتور حسان إلى أن «العدوان الإسرائيلي على المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء في غزة، الذي أودى بحياة المئات من الشهداء الأبرياء خلال الأيام الأخيرة، تجاوز موضوع الإدانة ويستدعي ردود فعل دولية تضمن وقف هذا العدوان المتوحش، وضمان الدعم الإنساني الفوري والمتكامل لسكان غزة، وبدء إعادة الإعمار لتمكين المواطنين الفلسطينيين على أرضهم»، ليحسم كذلك واقع الحرب على غزة بعد استئناف إسرائيل حربها على مدينة لم تبق بها إسرائيل سوى الدمار، وفي مختصر عظيم قال «دولته» إن ما يحدث «تجاوز موضوع الإدانة»، نعم هذا هو الموقف الأردني الذي يقوده جلالة الملك ولم يقدم أحد مثيلا له، أو حتى يقترب منه، موقف جريء حكيم، يوجّه بوصلته للسلام وأن ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة، في سعي لتثبيتهم على أرضهم، وللأهل في وقف العدوان المتوحش، وضمان إيصال الدعم الإنساني الفوري والمتكامل لهم، هذا هو الأردن بقول واحد وأعمال متعددة تدعم فلسطين والفلسطينيين والغزيين بوقائع وحقائق.
الدستور