استطاع الاعلامي المرموق سمير الحياري ان يكتسب قاعدة عريضة من جمهور المتابعين من خاصة الناس وعامتهم من المواطنين وذلك اثر النتائج الطيبة والانطباعات الايجابية الواسعة التي يتركها برنامجه المتميز (المسافة صفر) والذي يبث عبر اثير راديو نون، الأمر الذي لم يأتي من فراغ بل إن له اسبابه ومبرراته ولعل اولها طبيعة المقدم للبرنامج حيث يتحلى الحياري بصفات ومكونات أردنية أصيلة نتج عنها خصائص لافتة في شخصيته القريبة من الناس على اختلاف مستوياتهم وزد على ذلك مصداقيته التي نالها عبر سنوات طويلة من مسيرته المهنية لا سيما في الملف الاعلامي ولا ضير في هذا المقام من ذكر نافذته الأولى التي اطل فيها على المواطن الأردني عبر موقع عمون الذي كان من اوائل المواقع التي استجابت للتطور التكنولوجي عندما وفر الموقع مادة اعلامية خصبة وعالية الدقة حتى لا نبالغ إن قلنا إن عمون وفي غضون فترة وجيزة قد نافس صحفا ورقية كان قد مضى على تاسيسها عقود من الزمن، وأما السبب الاخر في نجاح برنامج الحياري فيعود تقديرا إلى لغة الحوار التي يستخدمها مع ضيوفه والتي تتسم هي الأخرى بالمكاشفة والوضوح والدخول في نبش أدق تفاصيل الضيف وهذا يقود لذكر سبب اخر قاد (المسافة صفر) الى النجاح وهو ما له علاقه بنوعية ضيوفه فتارة نراه يستضيف رجل سياسة وتارة اخرى طبيبا وثالثة يتحفنا بحوار مفتوح مع رئيس جامعة ومرة مع سيدة وقس على ذلك الكثير.

حوارات سمير الحياري مفيدة وتحمل في طياتها دلالات كبيرة ابرزها انها تشكل جزءا من ذاكرة الوطن باعتبار إن تاريخ الوطن هو مجموع تاريخ وقصص رجالاته ولا تكاد تخلو حلقة واحدة من حلقات البرنامج الا وكانت تحتوي على قصص ومواقف وصور يسردها الضيف ونصغي جيدا في الاستماع اليها وفي مجملها صور ومشاهد تبعث على الفخر والاعتزاز ذاك انها تجسد في معانيها جانبا من مواقف الأردن الثابتة والمعلنة أمام العالم أجمع والتي تؤشر الى حجم التضحيات التي قدمتها القيادة الهاشمية والشعب الأردني المغوار في الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية وتحمل تبعات القرارات الصعبة ، كما انها من ناحية اخرى تعتبر صورا ومشاهد تؤكد للقاصي والداني كيف تمكن الأردن من الصمود في وجه التحديات التي كانت ماثلة امامه وضاغطة عليه في مختلف مراحل المائة عام من عمر الدولة الاردنية.

نثني على برنامج المسافة صفر لا لشيء الا لانه يستحق التقدير والاشادة فضلا عن مكانة المحاور الحياري الذي يبدو دائما هادئا ومتزنا يعرف كيف يسأل ويترك المجال للضيف للإجابة وبذلك نجد اختلافا عن الكثيرين من مقدمي البرامج الاعلامية عندما يستأثر المقدم على وقت الضيف وكانه هو الذي يسال وهو نفسه الذي يجيب.

تحية المحبة والاعتزاز للاعلامي سمير الحياري ولعلها دعوة للاستمرار في برنامج ريادي ترتفع معه نسبة التوقعات بالمجيء بضيوف من رجالات الدولة ممن تحتفظ ذاكرتهم بالكثير من القصص والمواقف التي لا نعرفها كما لا يعرفها الكثير من أبناء وبنات الوطن خاصة ممن هم من فئة الشباب