facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




غزة بين الصمود والمعاناة: حقيقة مأساة شعب مكلوم


صالح الشرّاب العبادي
25-03-2025 12:51 AM

ليست غزة مجرد عنوان يذكر ، بل عنوانٌ لصراعٍ مستمر منذ عقود، ومرآةٌ لمأساة إنسانية تتفاقم يوماً بعد يوم أمام أعين العالم، دون أن يجد لها المجتمع الدولي حلاً حقيقياً ينهي الحصار والدمار ووقف شلال الدماء ، لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية في غزة صموداً لا يُنكر أمام اعتى آلة عسكرية في الشرق الأوسط، وقدمت نموذجاً فريداً في التضحية والبسالة، لكنها في الوقت ذاته تخوض معركة تتجاوز حدود الجبهة العسكرية إلى معارك أخرى سياسية، واقتصادية، وإنسانية.

المقاومة: قدرٌ لا بد منه
منذ سنوات طويلة، فرضت الظروف الجغرافية والسياسية على غزة أن تكون ساحة مواجهة مستمرة، حيث لم تُتح لهذا القطاع الصغير فرصة استنشاق هواء السلام أو الاستقرار أو الأمن المنشود ، المقاومة الفلسطينية، التي ظهرت كرد فعل طبيعي على الاحتلال والحصار، حملت على عاتقها عبء الدفاع عن الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة ، وبالرغم من الفارق الهائل في الإمكانيات العسكرية مقارنة بجيش الاحتلال المدجج بأحدث الأسلحة والدعم الدولي اللامحدود، استطاعت المقاومة أن تصمد وتكبد الاحتلال خسائر معنوية ومادية أثارت دهشة العالم.

لكن الصمود وحده لا يكفي عندما يكون الشعب المحاصر المخنوق هو من يدفع الثمن الأكبر ، غزة لا تخوض معركة عسكرية فقط؛ إنها تقاتل أيضاً من أجل توفير أبسط مقومات الحياة لأكثر من مليوني إنسان يعيشون في مساحة صغيرة، محرومين من حقوقهم الأساسية: المأوى ، الماء، الكهرباء، الغذاء، والدواء ، ارضهم تسقى بدماء الشهداء وشتائهم قنابل ورصاص مسكوب .

حياة تحت الحصار: واقع لا يُطاق
إن الحديث عن الحياة في غزة اليوم لم يعد مجرد وصف لمعاناة عابرة، بل هو شهادة على كارثة إنسانية ممتدة ، يعيش سكان القطاع تحت وطأة حصار خانق يقيّد كل تفاصيل حياتهم اليومية، ويجعل أبسط الأمور للكفاف لا يمكن الوصول إليها.

البنية التحتية المدمرة : مع كل مرحلة حرب ، تتعرض البنية التحتية في غزة لتدمير شامل ، تزيد من معاناة السكان، سواء من خلال تدمير المنازل على استراتيجية السجاد المحروق ، أو المستشفيات، أو شبكات المياه والكهرباء التي لم تعد صالحة للاستخدام على الإطلاق .

الأزمة الاقتصادية: تعاني غزة من انعدام الدخل لانعدام العمل ، الفرص الاقتصادية معدومة، والأسواق تعاني من نقص حاد في المواد الأساسية نتيجة الحصار المفروض والغلق الكامل للمعابر والمنافذ ..

الخدمات الصحية: النظام الصحي في غزة بحالة انهيار كاملا بسبب عدم وجود الأدوية، والمعدات، والطواقم الطبية، فضلاً عن الضغط المتزايد نتيجة أعداد الجرحى والمصابين في كل عدوان ، وتدمير المستشفيات وقتل الطواقم الطبية والصحية والمدنية ، كل ذلك والنزوح القسري اليومي من منطقة إلى أخرى باتّ مأساة هائلة لا يمكن تحملها فهي الوقوف في صف الموت إذا جاز التعبير.

عزلة دولية وتقصير عالمي
رغم كل ما يعانيه سكان غزة، لم تُترجم الإدانات الدولية والتصريحات السياسية والتحرك الاقليمي والدولي ، حتى المسارات التفاوضية اصبحت منطوية تحت ما ترغب به إسرائيل وأمريكا في ظل عدم استطاعة الدول الضامنة لاقناع اسرائيل بالعودة الى المفاوضات، كل هذه الجهود لم تصل إلى أفعال ملموسة تنهي المعاناة ، المجتمع الدولي لا يزال عاجزاً عن فرض حل عادل او الوصول إلى هدنة او حتى وقف القتل وإدخال المساعدات من شأنه ان ينهي الكارثة او يوقف شلال الدم ، ويعيد للفلسطينيين حياتهم الطبيعية المشروعة على اقل تقدير ، الأسوأ من ذلك أن القضية الفلسطينية، التي كانت يوماً على رأس أولويات العالم العربي والإسلامي، أصبحت تتراجع أمام ملفات وأزمات أخرى، تاركة غزة وحيدة في مواجهة آلة القتل والدمار.

الحاجة إلى رؤية واقعية للحل
إن استمرار المعاناة في غزة يستدعي من الجميع – سواء كانوا مسؤولين أو فصائل مقاومة ، أو نشطاء، أو مواطنين عاديين – أن ينظروا إلى القضية بعين الواقع بعيداً عن العواطف والشعارات ، المقاومة، رغم بسالتها، لا تستطيع وحدها أن ان تستمر بالوقوف بوجه إسرائيل وامريكا في ظل مواقف عربية ودولية ذات رؤى متناقضة تماماً بخصوص حماس ، وتضمن إنهاء الحصار أو وقف النزيف او لجم الاحتلال عن القتل والتدمير ، الحل الحقيقي يتطلب جهداً استثنائياً، سياسياً ودبلوماسياً مشتركاً دولياً وإقليمياً وأخذ مساراً يستند إلى الحقائق على الأرض وليس إلى المزايدات والمواقف المؤقتة في سبيل حقن الدماء ووقف المعاناة والكوارث الإنسانية لشعب غزة .
غزة بين الألم والأمل

لا يمكن إنكار حجم الألم والمعاناة في غزة، لكنه أيضاً لا يلغي حقيقة أن هذا الشعب لم يفقد يوماً الأمل في الحرية ، ربما تبدو الصورة قاتمة اليوم، لكن التجربة أثبتت أن غزة كانت دائماً قادرة على النهوض من تحت الركام، وأن صمودها ليس مجرد فعل مقاومة، بل هو رسالة أمل بأن الاحتلال والظلم، مهما طال أمدهما، مصيرهما الزوال.
إن مأساة غزة ليست مأساة فلسطينية فقط، بل هي اختبار لإنسانية العالم بأسره، ومقياس لمدى التزام المجتمع الدولي بقيم العدالة والحرية وحقوق الإنسان ، فإلى متى سيظل هذا الاختبار مفتوحاً دون إجابة؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :