معهد المحلة في أوزبكستان الجديدة
ديلورامخون قمبروفا
25-03-2025 12:38 AM
منذ القدم، كانت المحلة في أرضنا مكانًا مهمًا لتشكيل الرأي العام وحل مشكلات السكان وخلق التقاليد.
تستند مبادئ عمل المحلة في أوزبكستان إلى الشرعية، وأولوية حقوق الإنسان وحرياته ومصالحه المشروعة، والديمقراطية، والشفافية، والعدالة الاجتماعية، والاستقلالية في حل القضايا المحلية، والتكافل الاجتماعي، والشراكة الاجتماعية، ومراعاة العادات والتقاليد المحلية. يتمتع جميع المواطنين - بغض النظر عن الجنس أو العرق أو الجنسية أو اللغة أو الدين أو الأصل الاجتماعي أو المعتقدات أو الوضع الشخصي أو الاجتماعي - بحقوق متساوية في الحكم الذاتي.
الحكم الذاتي للمواطنين هو جزء لا يتجزأ من الديمقراطية. ولهذا السبب، يزداد دور ومكانة المحلة كنظام للإدارة الديمقراطية في بلدنا، الذي يسير بثبات على طريق بناء دولة قانونية قوية ومجتمع مدني عادل. وقد حدد المرسوم الرئاسي الصادر في 18 فبراير 2020 "حول تدابير تحسين الأجواء الاجتماعية والروحية في المجتمع، ودعم معهد المحلة، ورفع نظام العمل مع الأسر والنساء إلى مستوى جديد" الأهداف والمهام ذات الصلة. وهكذا، تم خلال الفترة الماضية تنفيذ إجراءات شاملة لتعزيز التعاون الفعال في تحديد وحل مشكلات السكان بناءً على مبدأ "المحلة - القطاع - الاستقبال الشعبي - المحلة"، وضمان أن تصبح المحلة جسرًا موثوقًا بين المواطنين والدولة.
عند الحديث عن تطوير معهد المحلة، لا يمكن إغفال نظام "محلة باي" الفريد الذي اقترحه رئيس البلاد. وفقًا لهذا النظام، يتعاون في كل اجتماع للمواطنين في المحلة البنوك التجارية ورؤساء المحلات ومسؤولو القطاعات والمختصون في مجال التشغيل والعلاقات العملية والضرائب والمالية والتنمية الاقتصادية والحد من الفقر. معًا، يدرسون أوضاع الأسر ويضعون "خرائط طريق" لحل القضايا المختلفة. يتم تنفيذ العمل بنظام "محلة باي" محليًا على ثلاث مراحل.
في عملية تطوير البناء الحكومي والمجتمعي، يتم بالضرورة تعزيز دور المحلة في حياة المجتمع. وقد أكد الرئيس شوكت ميرضيايف مرارًا أن المحلة الحديثة يجب أن تمتلك ليس فقط أساسًا قانونيًا، ولكن أيضًا قاعدة مادية وتقنية كافية لأداء مهامها بفعالية، وأن تكون جسرًا بين الشعب والدولة، وأن تكون دائمًا على دراية بفرح الناس وهمومهم.
يتصدر الآن تعزيز دور المحلة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية للبلاد قائمة الاهتمامات. لهذا الغرض، تم إنشاء ممارسات مثل مناقشات رئيس المحلة واستماع مجلس المحلة لمعلومات من مسؤولي الجهات الحكومية ذات الصلة لتحديد وحل المشكلات الاجتماعية التي تهم السكان. كما تم تفعيل آليات "الرقابة المحلية" و"استفسار رئيس المحلة".
اليوم، يمكن القول إن المحلة أصبحت قوة اجتماعية كبيرة قادرة على حل أي مشكلة وتوجيه المواطنين نحو المسار الصحيح. يعمل في هذا المجال إطار قانوني متين يمنح هيئات الحكم الذاتي مسؤوليات خاصة. على وجه الخصوص، تُكلف المحلة بمهام تقديم المساعدة للأسر محدودة الدخل، وصرف المنح للأسر التي لديها أطفال قاصرين، وكذلك معالجة قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمواطنين، واحتواء النزاعات الناشئة.
كما أكد الرئيس شوكت ميرضيايف: "اليوم، وكاستمرار منطقي لهذا المسار، قمنا بوضع استراتيجية تنمية أوزبكستان الجديدة. تحتل فيها مهام بناء دولة شعبية وإنسانية تضمن المصالح المشروعة ورفاهية كل مواطن - بغض النظر عن جنسيته أو لغته أو دينه - مكانة مركزية، وذلك من خلال مواصلة تطوير مجتمع مدني حر، وباختصار، تحقيق مبدأنا الأساسي 'من أجل شرف وكرامة الإنسان'. ومن الآن فصاعدًا، سننظم عملنا في إطار النموذج الجديد 'الإنسان - المجتمع - الدولة'."
كلمة "محلة" تعني بالعربية "المكان" أو "الحي"، وهي تجمع سكاني ترابي يغطي قرى صغيرة أو أجزاء من المدن، مما يضمن تقريب السلطة من السكان ويعزز الروابط المجتمعية. تقدم المحلة المساعدة للمحتاجين، بما في ذلك الأسر كثيرة الأطفال والمتقاعدين وذوي الإعاقة والفئات الاجتماعية الهشة الأخرى. كما تساعد المواطنين في إتمام الوثائق وتنظيم الفعاليات الخيرية. يُعد معهد المحلة بنية اجتماعية وإدارية فريدة تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الحكم المحلي وضمان التواصل بين المواطنين والجهات الحكومية. غالبًا ما تصبح اجتماعات المحلة مكانًا لإقامة الفعاليات الثقافية والتعليمية والرياضية، مما يعزز التماسك الاجتماعي. كما تتحمل المحلة مسؤولية القضايا المتعلقة بتجميل الأحياء وحماية البيئة وبناء وترميم المرافق العامة. في السنوات الأخيرة، شهدت الجمهورية أيضًا تعزيزًا لدور المحلة في إدارة الشؤون المحلية، بما يتماشى مع أهداف الإصلاحات الرامية إلى تحسين جودة الحياة على المستوى المحلي.
تشارك المحلة مباشرة في سياسة الشباب بالبلاد. بناءً على مبادرة الرئيس، تم تحديث نظام العمل مع الشباب في اجتماعات المحلة بشكل جذري. تم تفعيل منصات إلكترونية فعالة مثل "دفتر الشباب" و"بوابة الشباب"، وتم إدخال آليات للحوار المباشر بين المسؤولين والشباب. من بين هذه الآليات، إنشاء منصب "قائد الشباب" في المحلات، الذي يعمل كممثل مباشر للرئيس. يتم العمل على أربع مراحل: المحلة - المنطقة - الإقليم - الجمهورية، مما يضمن نظامًا هرميًا أكثر كفاءة وفعالية.
كما تم اعتماد برامج شبابية في كل محلة بالجمهورية، تعكس جميع المشكلات والمقترحات التي يطرحها الشباب. تهدف هذه البرامج إلى معالجة قضايا تشغيل الشباب وتنظيم أوقات فراغهم.
تهتم اجتماعات المحلة بشكل كبير بالعمل مع الشباب من خلال إشراكهم في تنفيذ المبادرات الخمس الهامة للرئيس. يُولى اهتمام خاص لتشجيع الشباب على تعلم الحرف وأعمال الخياطة، ونشر الثقافة البيئية وأسلوب الحياة الصحي. تُنظم بانتظام فعاليات توعوية للسكان والطلاب، وألعاب تفاعلية للأطفال، وجلسات خاصة للمواطنين للتعرف على الحملات البيئية والابتكارات في مختلف المجالات، بالإضافة إلى الحصول على معلومات قانونية مفيدة.
من المجالات المهمة الأخرى لعمل المحلة حماية حقوق ومصالح النساء، وتدريبهن على المهن، وتشجيعهن على ريادة الأعمال. لهذا الغرض، تم إنشاء "دفتر المرأة" لدعم المواطنات في الظروف الاجتماعية الصعبة. عند العمل مع النساء المسجلات في هذا الدفتر، تولي المحلات اهتمامًا كبيرًا لتشغيلهن، وتمكينهن من العمل الحر، وصرف تعويضات إيجار المساكن، وتقديم المساعدة المادية والطبية والقانونية والنفسية.
تستهدف المهام الاستراتيجية للمرحلة الحالية من الإصلاحات في أوزبكستان الجديدة بناء دولة ديمقراطية. وتلعب المحلة دورًا محوريًا في دعم النشاط الاجتماعي للمواطنين، وتعزيز ضمانات حماية حقوقهم ومصالحهم المشروعة، وإصلاح الآليات التنظيمية والقانونية لضمان أجواء اجتماعية وروحية صحية ومستقرة. إن العمل الفعال لهيئات الحكم الذاتي للمواطنين هو أحد العوامل التي تضمن المشاركة الواعية والنشطة للناس في عملية تنفيذ الإصلاحات واسعة النطاق.
أستاذة بجامعة فرغانة الحكومية