ما زال لدى الرئيس جعفر حسان طاقة إيجابية، وما زالت لديه قدرة لمواصلة زياراته للمحافظات والألوية المختلفة، وهذا أمر إيجابي يحسب له، والملفت أنه في كل زيارة يترك أثرا عند مستقبليه، ويدفع لحل بعض القضايا التي يمكن حلها فورا، وهو ما ساهم في رفع منسوب رضا الناس عن حكومته.
هذا نهج إيجابي يمكن البناء عليه لاحقا، والتأسيس لنهج حكومي يجعل السلطة التنفيذية بين الناس وأقرب لهمومهم ومشاكلهم وقضاياهم، وهذا يعني أن يكون الوزراء في حكومة الرئيس جعفر حسان يحملون الطاقة الإيجابية ذاتها التي يتمتع بها الرئيس، ولا يكتفون بالزيارات مع الرئيس، وإنما بات عليهم مواصلة ذاك النهج وحل القضايا العالقة فورا، والخروج من المكاتب للميدان.
بطبيعة الحال لا يمكن حل كل القضايا والمشاكل من خلال زيارة أو اثنتين، وإنما يحتاج الأمر لخطط تنموية دائمة، ورؤية اقتصادية وتفكير خارج الصندوق القديم الذي طالما جلست فيه حكومات متعاقبة دون أن تقدم شيئا يذكر، فبقيت البطالة على حالها والفقر ينهش الجميع، والأطراف تعاني والزراعة تتدهور والصناعة تتراجع، والاقتصاد لا ينمو والبنى التحتية تزيد ترهلا، ولذا فإن المؤمل أن نلمس اختلافا يمكن البناء عليه.
لا نريد هنا توسيع هامش التوقعات وإنما أن نلمس اختلافا أقله 25 % عن حكومات سابقة، وأن نرى وزراء يقتدون برئيسهم، فيخرجون للميدان يستمعون للمواطن ولا ينتظرونه في مكاتبهم.
أعرف يقينا أنه لا يمكن حل كل القضايا بشكل فوري، وأعرف أيضا أن بعضها تصنف بالكبيرة قد لا يمكن حلها لاحقا، فبعضها يحتاج لموازنات وخطط خمسية وعشرية وربعية، ولكن الاستماع للناس ووضع القضايا والمشاكل على دفتر ملاحظات المسؤول التنفيذي الأول في البلد تعتبر خطوة في الاتجاه الصحيح، ويتطلب أن توضع تلك الأمور على هامش التنفيذ حتى لو كانت كبيرة.
ولأن حكومات مضت جربت الخروج للشارع ولكن عزمها كان قصيرا، ولذا وجب التذكير أن استعادة ثقة المواطن والتي بدأنا نستشعر أن الرئيس جعفر حسان قد وضع قدمه في المكان الصحيح لاستعادتها، فإنه وجب التذكير بالتركيز وعدم الوقوع في مطب زيارات المجاملات والاستماع للمشاكل وحل ما يمكن منها وكفى، وإنما وجب البحث عن حلول للكل، هذا يعني أن دفتر ملاحظات الرئيس عليه أن يراجع مرات ومرات للبحث عن تلك الحلول.
رئاسة الوزراء نشرت التقرير الدوري الثالث لسير العمل في المواقع التي زارها الرئيس، ووفقا للتقرير ذاك زار رئيس الوزراء 53 موقعًا في 10 محافظات، مما أدى إلى اتخاذ 98 إجراءً، بطبيعة الحال قد يكون الرئيس بعد صدور التقرير قام بزيارات أخرى وبالتالي ارتفع عدد الإجراءات التي تمت والاستجابات التي حصلت.
الحكومة تأمل من خلال تلك الزيارات تحسين الخدمات وتلبية احتياجات المواطنين، وتعزيز التنمية في مختلف المجالات وتحقيق العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص وتحسين البنية التحتية والخدمات في المواقع التي تتم زيارتها وهذا كله إيجابي يأتي ضمن سياق عمل الحكومة، ولكن يتوجب مواصلته بشكل دائم.
وفي نفس السياق فإن لقاءات الرئيس جعفر حسان بالكتل النيابية يتوجب أن تصب في النهج ذاته، نهج الحوار مع المواطنين وممثليهم تحت قبة مجلس النواب، وهو نهج يمكن البناء عليه ولكن لا يمكن الاكتفاء به وإنما يتوجب أن يكون بداية لإصلاحات جمّة بتنا بحاجة إليها ولعل أبرزها وأهمها إصلاح في المنظومة الإدارية التي تعاني من ترهل حقيقي وغياب للعدالة والشفافية في مطارح شتى.
الحقيقة الثابتة أننا نعاني من مشاكل اقتصادية متصاعدة ومديونية مرتفعة، وترهل إداري وزراعة متهالكة وفقر وبطالة، وهذا يدفعنا للمطالبة بأن تضع الحكومة رؤية واضحة المعالم تقوم على فكر الاعتماد على الذات ودعم المشاريع التنموية الصغيرة، وتفعيل دور الزراعة وتشجيع الصناعة بكل أشكالها، بخلاف ذلك وبدون هدف واضح لا يمكن أن نخرج من عنق الزجاجة، وسنبقى نعاني ونعاني.
الغد