لايخفى على احد ان هناك اختلافات واضحة بين الطلبة من حيث امتلاكهم للمهارات بشكل عام ولمهارات القراءة والكتابة والحساب بشكل خاص وان المهتم في الشؤون التعليمية يجد هذا الكلام واضحا فالفروق الفردية سمة تميز العمل في المجال التربوي .

يختلف الطلبة من حيث امتلاكهم للمهارات في مجال القراءة والكتابة والحساب لأسباب مختلفة لعل من أبرزها جائحة كورونا التي ألقت ظلالها وان صح القول سوادها على كافة مجالات الحياة ومن بينها مجال التعليم الذي تأثر وبشكل واضح عندما تحول التعليم من تعليم وجاهي الى تعليم عن بعد فبدأ ناقوس الخطر يدق الاجراس وبدأت ملامح الضعف تظهر جلية على الطلبة من خلال افتقاد البعض منهم لمهارات التعليم الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب بل وتعدى الامر ذلك في بعض الأحيان الى أمية تلقي ظلالها على الطلبة ومن هنا كان لزاما على القيادات التربوية ان تتحسس مكمن الداء وتبدأ بوصف الدواء لان أطفال اليوم هم قادة المستقبل الذي يبني عليهم الوطن آمال عريضة للنهوض به لمواكبة ركب الحضارة وهذا ما حصل بالفعل عندما قامت وزارة التربية والتعليم مشكورة بالبدء في وصف العلاج من خلال ما سمي آنذاك بالفاقد التعليمي لمعالجة حالات الضعف واستمرت المسيرة بعد ذلك بالتدخلات العلاجية فما هي التدخلات العلاجية وما الهدف منها وهل حققت فعلا ذلك الهدف الذي صيغت من أجله؟؟؟

التدخلات العلاجية هي تماما كما التدخلات الطبية ففي الحالات التي يرى فيها الطبيب ان المريض بحاجة الى عملية جراحية لايقف مكتوف الأيدي بل يبدأ في التدخل فورا للقضاء على المرض ومنع تفشيه للوصول بالمريض الى حالة صحية تسمح له متابعة حياته دون منغصات تماما هي التدخلات العلاجية في مجال التربية فعندما احست القيادات التربوية ان هناك ضعفا في المهارات الأساسية كالقراءة والكتابة والحساب من اختبارات تشخيصية بدأت بصياغة ملازم الهدف منها معالجة هذا الضعف بطريقة تسمح للطالب فيها من مواصلة مسيرة التعليم بشكل سليم وهي بذلك ترسم للطلبة طريقا سليما لمواصلة تعليمه حتى يستطيع اللحاق بركب الحضارة وكذلك فتحت لهم افاقا مستقبلية يستطيعون من خلالها مواجهة المعتركات التي قد تقف في وجه تعليمهم وإذ ما أخذ الموضوع على محمل الجد من قبل المعلم والطالب وولي الامر فإن الهدف الذي صيغت من أجله هذه التدخلات العلاجية ستحقق الهدف المنشود فالشراكة امر في غاية الأهمية لنجاح اي عمل.