جدولة الموارد ومدّة المشروع واستراتيجيات الإدارة الفعالة
لانا ارناؤوط
23-03-2025 11:03 PM
جدولة الموارد ومدّة المشروع من العناصر الأساسية التي تضمن نجاح المشاريع وتحقيق الأهداف بكفاءة. يواجه مديرو المشاريع تحديات تتعلق بتوزيع الموارد وتحديد الأولويات وضبط الجداول الزمنية، مما يستدعي استخدام استراتيجيات فعالة لتحقيق التوازن بين الجودة والتكلفة والوقت.
تتعدد القيود التي قد تواجه المشاريع، حيث تشمل القيود التقنية أو المنطقية التي تحدد تسلسل تنفيذ الأنشطة بناءً على العلاقات بينها، إضافة إلى القيود الفيزيائية التي تتأثر بالعوامل البيئية أو التعاقدية والتي قد تعيق تنفيذ الأنشطة بالتوازي. كما أن هناك قيودًا تتعلق بالموارد، مثل توفر الأفراد أو المواد أو المعدات، مما يفرض تسلسلًا محددًا لبعض الأنشطة ويؤثر على سير العمل في المشروع.
فيما يتعلق بتخصيص الموارد، يمكن تصنيف المشاريع إلى مشاريع مقيدة بالوقت وأخرى مقيدة بالموارد. في المشاريع المقيدة بالوقت، يتم استخدام تقنيات التوازن لتقليل تذبذب الطلب على الموارد من خلال استغلال المهلة الزمنية المتاحة، أما في المشاريع المقيدة بالموارد، فإن بعض الأنشطة قد تتأخر بسبب عدم كفاية الموارد، وهو ما يؤدي إلى تمديد مدة المشروع.
إدارة الجدولة تعتمد على تحليل المسار الحرج، والذي يهدف إلى تحديد الأنشطة الأكثر تأثيرًا على مدة المشروع. يتم ذلك من خلال إعداد مخطط شبكة المشروع، وتحديد مدة كل نشاط والمسار الأطول الذي يحدد المدة الإجمالية بعد ذلك، يتم إجراء تحليل أمامي لتحديد مواعيد البدء والانتهاء المبكر لكل نشاط، يليه التحليل العكسي لحساب المواعيد المتأخرة، مما يساعد في معرفة الأنشطة التي تتمتع بمرونة زمنية أو تلك التي قد تؤثر مباشرة على الجدول الزمني في حال تأخرت.
عندما يكون من الضروري تسريع إنجاز المشروع، يمكن اتباع مجموعة من الاستراتيجيات التي تختلف باختلاف توفر الموارد في المشاريع التي لا تعاني من قيود على الموارد، يمكن زيادة عدد العاملين أو الاستعانة بمصادر خارجية لتنفيذ بعض المهام، كما يمكن اللجوء إلى العمل الإضافي لتقليل زمن التنفيذ أو تشكيل فريق متخصص يضمن استمرارية العمل بكفاءة في بعض الحالات، قد يتم تبني نهج التنفيذ السريع مع إجراء التعديلات والتصحيحات لاحقًا أما في المشاريع التي تعاني من نقص في الموارد، فمن الممكن تقليل مدة المشروع عن طريق تنفيذ الأنشطة المتداخلة بالتوازي بدلًا من تنفيذها بالتتابع، أو تحسين استغلال الموارد المتاحة عبر منهجية السلسلة الحرجة، أو حتى تقليص بعض الأنشطة أو تخفيف متطلباتها لتسريع التنفيذ في بعض الأحيان، قد يتم التنازل عن بعض معايير الجودة وتقليل مستوى التدقيق أو الفحص بهدف اختصار المدة الزمنية.
تلعب جدولة الموارد وتخطيط مدة المشاريع دورًا أساسيًا في تحقيق الكفاءة وضمان النجاح، إذ يساعد فهم القيود المختلفة وتطبيق تقنيات تخصيص الموارد وتحليل المسار الحرج على تحسين الإنتاجية وتنفيذ المشاريع ضمن الإطار الزمني والميزانية المحددة، مما يسهم في تحقيق الأهداف بأفضل صورة ممكنة.