facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




وزارة الاستثمار .. اللي ما بده يزوج بنته .. بيغَلّي مهرها ..


محمود الدباس - ابو الليث
23-03-2025 11:01 PM

لا يكاد يمر بومٌ.. إلا ونسمع عن قصة استقطاب لمستثمرٍ من قبل اشخاصٍ.. ولكنه ولى مدبراً.. ومنذ زمن بعيد.. ونحن نسمع عن فرص الاستثمار في الأردن.. عن التشجيع والحوافز.. عن الرؤى الطموحة.. والمستقبل المشرق.. وكأننا أمام وليمة عامرة.. لا ينقصها إلا أن نمد أيدينا لنأكل.. لكن كلما اقتربنا.. وجدنا أن الطاولة مجرد صورة جميلة.. وأن الأطباق فوقها.. ليست سوى انعكاسات لضوء خافت.. يخدع العين..

المستثمر ليس مقامراً.. ولا عابر سبيل.. إنه يبحث عن بيئة مستقرة.. قوانين واضحة.. إجراءات سلسة.. لكنه حين يقترب.. يجد نفسه أمام متاهة بيروقراطية.. ودهاليز من الموافقات.. والتواقيع.. والاشتراطات.. التي تتغير بين ليلة وضحاها.. فلا عجب أن يقف في منتصف الطريق.. ثم يلتفت إلى مكان آخر.. أكثر ترحيباً.. وأقل التواءً.. فيغادر دون أن يلتفت وراءه..

والأعجب من ذلك كله.. أن من يديرون هذا الملف.. لا يتوقفون عن الحديث عن الاستثمارات التي ستأتي.. عن الفرص التي سوف تُتاح.. عن الشركات التي تنوي الدخول.. لكننا لا نرى شيئاً.. إلا في المؤتمرات.. والعروض التقديمية.. فيما الواقع يزداد انكماشاً.. والمشاريع تغلق أبوابها.. الواحد تلو الآخر.. وكأننا نحرص على طرد الموجود.. بدل جذب الجديد..

هل يعقل أن يكون لدينا وزارة للاستثمار.. ولكن مناخ الاستثمار طارد.. لا جاذب؟!.. هل يعقل أن نقف في كل مرة.. نتحدث فيها عن جذب المستثمرين.. وكأننا نفكر في الموضوع لأول مرة؟!.. لماذا لا نكون صريحين مع أنفسنا ونسأل.. لماذا يغادر المستثمرون؟!.. لماذا يتردد من يفكر بالقدوم؟!.. ولماذا تبدو البيئة هنا.. وكأنها وضعت لعرقلة المشاريع.. لا تسهيلها؟!.. وكأن لسان حال من يمسكون زمام الامور مع المستثمرين "صحيح لا تقسم.. ومقسوم لا توكل.. وكل تا تشبع"..

القوانين غير المستقرة.. والقرارات التي تأتي وتذهب وفق المزاج السياسي.. أو الضغوط الفردية.. والرسوم التي تزداد بلا تخطيط واضح.. وتعدد المرجعيات.. كل ذلك يجعل المستثمر.. يشعر بأنه بقرة حلوب.. لا شريك اقتصادي.. فيبقى حذراً.. متردداً.. ثم يغادر حين تسنح له الفرصة.. وهذا ما يحدث أمام أعين الجميع.. فكم من مشروع ضخم.. بدأ بضجة إعلامية.. ثم انتهى بصمت بارد.. وكم من مستثمر.. أعلن عزمه على الدخول.. ثم تبخرت خططه تحت وطأة التعقيدات والتدخلات..

الحديث عن استقطاب المستثمرين.. لا يعني شيئاً.. إن لم يكن هناك إصلاح جذري في التشريعات.. في التطبيق.. في العقلية التي تدير هذا الملف.. في طريقة فهم وتعامل الموظفين.. الذين يتعاملون مع المستثمر.. المشكلة ليست في نقص الوعود.. بل في أن البيئة طاردة بكل ما للكلمة من معنى.. وأن من يدير المشهد.. لا يريد أن يعترف بذلك.. بل يواصل تقديم الأعذار والوعود.. وكأننا أمام مسرحية.. تتكرر فصولها منذ عقود..

لا نطالبكم باختراع العجلة.. فهناك دول عديدة.. مرت بظروف مشابهة لظروفنا.. لكنها اختارت أن تستنسخ تجارب ناجحة.. أثبتت فعاليتها دون أن تضيف إليها لمساتها السحرية.. التي تنتهي بإفساد كل شيء.. فبدل أن نعيد رسم المشهد من الصفر.. لماذا لا نتعلم من تجارب الآخرين؟!.. لماذا لا نأخذ نموذجاً اقتصادياً.. أثبت نجاحه في دولة قريبة من بيئتنا وظروفنا.. ونعمل على تطبيقه كما هو.. دون تعقيد.. دون تحوير.. ودون تلك اللمسات.. أو ما أسميها بالنكهات الاردنية.. التي تجعل المستثمر.. يشعر بأنه دخل مغامرة غير محسوبة العواقب؟!..

أيها السادة في وزارة الاستثمار.. مَن يريد تزويج ابنته.. لا يرفع مهرها إلى حد لا يقدر عليه أحد.. ولا يضع العراقيل أمام الخُطّاب.. ثم يتساءل.. لماذا لم يتقدم أحد؟!..
أنتم تقولون.. إنكم تريدون المستثمر.. ولكنكم في الواقع.. لا تفعلون ما يجعله يختاركم دون غيركم.. فلن اتعجب.. ومن هم على شاكلتي.. حين لا يأتي أحد؟!..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :