facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تهميش الكفاءات


سامي شريم
23-03-2025 04:52 PM

إن تهميش الكفاءات في أي مجتمع هو وصفة مضمونة للتراجع والانهيار.

الدول التي تزدهر وتتقدم هي تلك التي تمنح الفرص لأصحاب الخبرة والمعرفة والمهارات أما الدول التي تستبدل الكفاءة بالولاء الأعمى والمحسوبية فإنها تحكم على نفسها بالتخلف.

عندما يتم تهميش الكفاءات تفقد الدولة عقولا قادرة على الابتكار والتطوير فتتحول مؤسساتها إلى هياكل فارغة تفتقر إلى الفاعلية ويصبح القرار بيد من يفتقرون إلى الرؤية والخبرة فيضيع التخطيط الاستراتيجي وتترهل الإدارة ويتحول الولاء للنظام أو للأشخاص معيار التقدم على حساب المصلحة العامة.

أحد أبرز الأمثلة على ذلك ما حدث في العراق بعد التسعينات حين أُقصيت الكفاءات العلمية والإدارية لصالح أهل الولاء والمحسوبية وكانت النتيجة انهيار قطاعات حيوية مثل التعليم والصحة مما أدى إلى هجرة العقول للخارج.

وفي لبنان أيضا أدى تهميش الكفاءات لصالح المحاصصة السياسية إلى انهيار القطاعات الاقتصادية والمالية ما جعل البلاد تغرق في واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم. و بالمقابل نرى دولا مثل سنغافورة التي اعتمدت على الكفاءات الوطنية والدولية لبناء اقتصاد قوي فتحولت من جزيرة صغيرة بلا موارد إلى واحدة من أقوى اقتصادات العالم.

آثار تهميش الكفاءات لا تتوقف عند حدود ضعف الأداء المؤسسي بل تمتد إلى فقدان الثقة بين المواطنين والدولة.

عندما يرى الشباب الطموح أن النجاح مرهون بالواسطة لا بالكفاءة يختار الكثيرون الهجرة بحثا عن بيئة تقدر مهاراتهم.

هذا الاستنزاف للعقول يضعف المجتمع ويعرقل التنمية ومن ناحية أخرى يؤثر تهميش الكفاءات على مستوى الابتكار والإبداع فالدول التي تعتمد على أهل الخبرة قادرة على مواجهة الأزمات بمرونة كما رأينا في ألمانيا التي استطاعت تجاوز الأزمة الاقتصادية عام 2008 بفضل سياسات قادها اقتصاديون وخبراء أكفاء وفي المقابل نجد دول تعاني من سوء إدارة الموارد وفشل في اتخاذ القرارات بسبب تهميش أهل الاختصاص .

ويمكننا أن نأخذ مصر في فترة السبعينات كمثال إذ أدت سياسات تهميش الخبراء لصالح الولاءات السياسية إلى تراجع اقتصادي كبير بينما أدى الإصلاح الإداري في التسعينات وبداية الألفية إلى إعادة بعض القطاعات إلى مسارها الصحيح.

الحل يبدأ بترسيخ مبدأ أن تولي المناصب يجب أن يكون على أساس الكفاءة والخبرة لا على أساس العلاقات والانتماءات.

كما يجب توفير بيئة عمل جاذبة للكفاءات الوطنية تحفزهم على البقاء والعمل بدلا من الهجرة.

إن استمرار تهميش الكفاءات يعني تكرار الأخطاء ذاتها وترك مصير الأمة بيد من يفتقرون إلى الرؤية والقدرة.

الدول القوية تُبنى بعقول مبدعة وقيادات تمتلك المعرفة والمهارة لا بمن يتقنون التملق والصعود على أكتاف الآخرين إذا أردنا التقدم فعلينا أن نضع الكفاءة في مكانها الطبيعي بل في مقدمة الصفوف.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :