facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل بقي من الكرامة شيء لنحتفل ؟


محمود الدباس - ابو الليث
23-03-2025 08:13 AM

في كل عام.. عندما يأتي يوم الكرامة.. يخرج لنا من يردد بسخطٍ ظاهرٍ.. وباطنٍ مستتر "وهل بقي من الكرامة شيء.. لنحتفل؟!".. وكأن الاحتفال بالكرامة هو احتفالٌ بأوهامٍ زائلة.. لا واقع لها.. أو كأنهم يظنون أن الكرامة.. لا تستحق أن تُذكر.. لأنها لم تمنع ما آلت إليه الأمة اليوم من تراجعٍ.. وضعفٍ.. وانقسام..

لكن مهلاً.. هل الاحتفال بالكرامة يعني أننا نغفل عن واقعنا؟!.. أم أن التذكير بها.. هو وقودٌ لمن أراد أن ينهض من الركام؟!..

معركة الكرامة لم تكن مجرد مواجهة عسكرية بين جيشين.. بل كانت لحظة فارقة في تاريخ أمةٍ.. اعتقدت أن الهزيمة قد كُتبت عليها بعد نكسة 67.. فجاءت الكرامة في الوقت الصحيح.. لتعيد للأردنيين ثقتهم بأنفسهم.. ولتقول بوضوح.. إن العدو الذي ظن أنه لا يُهزم.. قد تراجع لأول مرة.. أمام إرادةٍ لا تلين.. لم يكن ذلك مجرد نصرٍ في الميدان.. بل كان انتصاراً في الوجدان.. فكيف لنا أن نتجاهله.. أو نجعله مجرد صفحةٍ من الماضي؟!..

حين يذكر المسلمون الأندلس.. لا يعني ذلك أنهم يعيشون في الماضي.. بل لأنهم يرون فيها.. برهاناً على أن هذه الأمة قادرةٌ على امتلاك المجد من جديد.. فهل كانوا مخطئين حين جعلوها جزءاً من وعيهم؟!.. هل كانوا واهنين حين حفظوا ذكرها؟!.. أم أن الضعف الحقيقي.. يكمن فيمن يريد أن ننسى كل لحظةٍ انتصرنا فيها.. ليجعلنا نصدق.. أننا غير قادرين على تحقيق أي نصرٍ مستقبلي؟!..

الكرامة ليست قصةً تُروى للتسلية.. بل هي درسٌ نعيد قراءته.. لنفهم أن القوة ممكنةٌ.. حين تتوفر الإرادة.. وأن الأمل لا يُبنى بالخنوع.. بل بالاستعداد.. فمن يحتفل بالكرامة.. لا ينكر الواقع.. لكنه يرفض أن يكون أسيراً له.. ومن يرى في الاحتفال بها تضليلاً.. هو في الحقيقة.. يصنع الهزيمة في النفوس.. قبل أن تقع في الميادين..

نعم.. بقي لدينا من الكرامة.. ما يجعلنا نحتفل وننتشي بذكرى معركة الكرامة.. والتي هي اسمُ على مسمى.. لأنه إن لم يكن في هذه الأمة خيرٌ باقٍ.. لما بقيت.. رغم ما يُحاك ضدها.. ولما ظلت تُنجب رجالاً قادرين على صناعة الفرق.. حين تحين اللحظة الحاسمة.. فمن يرى في التذكير بالنصر خديعةً.. هو نفسه من يسعى لترسيخ الهزيمة في القلوب..

وها نحن نقولها اليوم.. كما قلناها بالأمس.. هنا الأردن.. وهنا لا يمر المعتدون.. هنا الأردن.. وهنا العز المستدام..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :