الكرامة التي غيرت التاريخ
رنا عياش
23-03-2025 01:28 AM
يوم الكرامة الأردني الذي غير التاريخ العربي
ان من اهم الاحداث التي احب ان احفظها لابني وابنتي. واعتبرها مفصل في التاريخ الأردني والصراع العربي الاسرائيلي. ذكرى معركة الكرامة وهي الذكرى التي بكل عام تجدد اهميتها مع تجدد الصراع بين اليوم و الامس.
فما بعد ٢١ اذار ١٩٦٨ ليس كما قبله
وليتني كنت يومها قد ولدت لازغرد مع كل نشميات الأردن لجيشنا العربي البطل الذي صنع الكرامة بعد نكسة عام ١٩٦٧ التي قيل وقتها ان جيش العدو لا يقهر وهم يعودون من هناك .
لو كان بيدي لطلبت ان يكون يوم الكرامة يوم عطلة واحتفال في جميع المحافظات، لما حمل هذا اليوم من تغير للتاريخ.
ولاني ابنة عسكري من ابناء الجيش العربي و نشأت بين ابناء السلاح وحملة البريه عشت ابنة للجيش. احفظ واعرف بطولاته التي حمت الوطن كما قبل وبعد الكرامة. فقدمت للعدو المتغطرس الذي ظن ان كل الطرق تؤدي الى انتصارته لكن كان للجيش كلام آخر.
فبعد ان تقدم جيش العدو وهو الذي هزم قبل عام الجيوش في سوريا ومصر والضفة. وبدأ بقتل اخواننا الفلسطينين في منطقة الكرامة. مع ساعات الاجتياح الاولى رصدته عيون جيشنا التي لا تغفى عن حدود الوطن. فبدأ استقبال العدو من قبل مدفعيتنا فحولت دباباته الى ركام. ثم بدأ الجنود الابطال، بالمواجهة من نقطة الصفر. وهل أغلى من تراب الوطن لنفديه ونحميه ، ثم نسقيه من دم الشهداء . لنقول للعدو أرض الأردن عليك. حرام ففيها جيش لا يعرف التراجع والانسحاب.
فهزمنا العدو وكأن الله اسماها أرض الكرامة لتشهد الكرامة العربية بيد جيش عربي.
كانت خسائر غير متوقعة ونتائج مخيبة للعدو، ومقاومة باسلة للجيش العربي من مدفعية ومشاة. وهرب جنودهم تاركين اسلحتهم ليسجل لنا في التاريخ السياسي والعسكري . هذا الانتصار التي ترك شهداء وابطال ولا اعرف كيف غفل العدو ان الجيش العربي الذي سيواجهه هو الذي قدم بطولات اسطورية في القدس ونابلس واللطرون .
كان ابي دوما يغيب عن البيت بحكم انه عسكري من الجيش العربي وعندما اسأل أمي اين أبي تقول ابوك بحمي الوطن عشان تنامي انت واخوك مرتاحة.
وبعد سلسلة انتصارات العدو. منذ بداية الاحتلال عام ١٩٤٨ كانت معركة الكرامة لتغير سلسلة الانتصارات وتحولها الى هزائم ولتعكس النتائج وما بني عليها فيما بعد.
هذا يوم حمانا الجيش ورد عدو محتل. واوقف اسطورة الجيش الذي لا يقهر، بأنه قهر وهزم وترك سلاحه ودبابته خائبا مهزوما. لنسجل يوما تاريخيا نعلمه لاطفالنا. ونفتخر ونحتفل به ب ٢١ اذار حيث يبق ربيعا أردنيا عاليا يرفرف به العلم الأردني فوق كل شبر .
رحم الله شهداء الكرامة ونشامى الجيش الابطال. الذي سطروا للتاريخ هذا النصر وما زال العالم العربي ينطلق من تلك المعركة التي غيرت التاريخ من نكبة ونكسة الى نصر. درس في عام ١٩٦٨ و في عام ٢٠٢٥ ايضا.