facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اليوم الذي تخشاه إسرائيل


سامح المحاريق
23-03-2025 01:16 AM

ما الذي سيحدث لو قررت حركة حماس أن ترسل المتحجزين المتبقين دفعةً واحدةً إلى معبر إيريز، وطلبت من الجانب الإسرائيلي تسلمهم من غير جلبة أو استعراض تتشكى منه الحكومة الإسرائيلية، فجأة، ستجد إسرائيل أمامها جميع المحتجزين ومعهم ما تبقى من جثامين قتلتهم الغارات الإسرائيلية المتواصلة أثناء الحرب الغاشمة على القطاع؟

هذا السيناريو الذي يتنماه آلاف من المنخرطين في الاحتجاجات لاستعادة الأسرى أو المحتجزين في غزة ليس السيناريو المثالي أو المقبول بالنسبة للحكومة الإسرائيلية، ولعله السيناريو المحرج فعلًا، فوقتها ستتولد الأسئلة الكبرى حول ما حققته إسرائيل من الحرب، وستنفتح من أوسع الأبواب مراجعات واسعة تتساءل حول سياسة الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة تجاه القطاع، والفشل الذريع لإجراءات التضييق والحصار على أهله، والتي انهار منطقها دفعة واحدة في صباح السابع من أكتوبر 2023، ولكن ما طبيعة اليوم التالي في هذه الحالة، وحركة حماس ستظ? متواجدة في القطاع، ولديها ما تبقى من هياكلها ومؤسساتها، بما يعني الفشل الكامل للأهداف الإسرائيلية التي أعلنت عشية العدوان الوحشي على القطاع.

تريد إسرائيل أن تبدأ التاريخ منذ السابع من أكتوبر، وأن تتجاهل جميع المقدمات التي أدت إلى ذلك اليوم، فتضع نفسها في صورة الضحية الكاملة التي وجدت عدوانًا يستهدف أراضيها ومواطنيها، ويتحصل على مئات الأسرى ليبدأ المساومة عليهم، وهذه الصورة التي أوغلت إسرائيل في تسويقها لشيطنة الفلسطينيين، وإلصاق اتهامات الإرهاب بهم، فالمخيلة الإسرائيلية تحاول تسويق سيناريو آخر ينفجر بعد عقد أو عقدين من الزمن يتحرك من خلال مئات الآلاف من الأطفال الذين لا يمكن أن يتجاوزوا الأهوال التي عايشوها في الأشهر الماضية.

الأهداف الإسرائيلية التي حاولت أن تبتز الفلسطينيين من خلال التلويح بوقف إطلاق النار تركزت على اجتثاث حركة حماس، وعلى إبعاد المتبقين إلى محطات بعيدة عن بلادهم، ومعهم مئات الآلاف من الفلسطينيين في برنامج هجرة واسع يتيح إعادة بناء قطاع أليف ومسالم تقضم منه مساحات كبيرة من مساحته الصغيرة لدعاوى الأمن الإسرائيلي، ويبدو أن إسرائيل كانت بعيدة عن تحقيق أي من هذه الأهداف طوال فترة التفاوض التي وصلت إلى وقف إطلاق النار، وتواصلت بعده أثناء عمليات إعادة المحتجزين وإطلاق الأسرى الفلسطينيين، إلا أن اقتراب نفاد مخزون المحتجزين أدى إلى تلمس الصعوبات التي ستواجه إسرائيل ولحظة الحقيقة التي تتعلق باليوم التالي في القطاع، خاصة أنه لا توجد قوة منفردة يمكن أن تفرضه على أرض الواقع، ولا يوجد مبرر إسرائيلي في ذلك الوقت لاستئناف عملية الإبادة المتواصلة التي تسعى من خلالها إلى فرض إرادتها على الفلسطينيين.

العودة إلى الحرب لم تحمل شيئًا جديدًا للمعادلة داخل غزة، فالأسئلة ما زالت معلقة في الهواء بانتظار من يمكنه تقديم الإجابات، وما تفعله آلة الموت الإسرائيلية هو تسريع الوتيرة لأن عملية القتل بقيت متواصلة أثناء وقف إطلاق النار من خلال الاستمرار في الحصار وعدم الالتزام بالحاجات الطارئة والضرورية من أجل إعاشة مئات الآلاف ممن فقدوا منازلهم وسبل الحدود الدنيا من الحياة في القطاع، والحصار المتواصل لسنوات هو القاتل الصامت والخبيث الذي أدى إلى الفعل الانتحاري في السابع من أكتوبر، وإسرائيل لا تريد ولا تنوي شيئًا في حال طلب منها في أي وقت وأي ظرف أن توفر للفلسطينيين الحياة الكريمة، وهي تزرع الأرض بالألغام المادية والمعنوية أمام أي خطوة يمكن أن تشكل طريقًا لسلام أو هدنة تاريخية طويلة، ببساطة، هي تضع كل الأسباب والمقدمات للخراب وتحاول التغابي وإظهار الاستغراب من النتائج التي تواجهها.

تفقد إسرائيل اليوم أي تصور لليوم التالي للحرب لتسوقه في أوساط الداخل لديها، ولكن إلى متى يستمر الهروب من هذه الحقيقة؟ وما تكلفة ذلك؟ هل يوجد من يسأل داخل إسرائيل نفسها حول ذلك، هل يدرك أحد أن الفعل الذي يتواصل من غير بوصلة سينتج ردًا للفعل في عكس اتجاه ما تتطلع له الطغمة الوحشية التي تريد من الحرب أن تغذي بقاءها؟

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :