سلاح حماس ومستقبل الدولة الفلسطينية
د.امجد أبو جري آل خطاب
23-03-2025 12:40 AM
مع وصول المفاوضات بين حركة حماس والكيان الصهيوني إلى طريق مسدود، استأنفت إسرائيل عدوانها العسكري على قطاع غزة، مستأنفة عملياتها في قتل المدنيين وتدمير كل ما يقع تحت نيرانها. كانت إسرائيل تسعى، عبر تلك المفاوضات، إلى تحقيق جملة من الأهداف الاستراتيجية، على رأسها هدم البنية التحتية العسكرية لحماس، ولا سيما شبكة الأنفاق، وتجريد الحركة من سلاحها، وإجبار مقاتليها على مغادرة غزة. لكن هذه الأهداف لم تتمكن إسرائيل من تحقيقها عسكرياً، رغم حجم الدمار والقتل غير المسبوق الذي ألحقته بالقطاع وسكانه، والذي يعد سابقة في تاريخ الصراعات الحديثة.
في هذا السياق، صرّح المبعوث الأمريكي الخاص للمنطقة (Steve Witkoff) بأن حماس ليست حركة منغلقة على نفسها، وأنه من الممكن التوصل إلى تفاهمات معها. غير أن سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يبدو أنها تحكمها اعتبارات أخرى، قد تتجاوز مجرد تحقيق الأمن لإسرائيل، لتصب في خدمة مصالحه السياسية الداخلية أو رؤيته لمستقبل الصراع.
وأمام هذا المشهد المعقد، تبرز الحاجة الملحة إلى تحرك عربي فاعل. فمن الضروري أن تبادر الدول العربية ذات الثقل الإقليمي—وتحديداً الأردن، السعودية، ومصر—إلى لعب دور محوري في صياغة تفاهمات فلسطينية-فلسطينية، تجمع بين حماس والسلطة الوطنية الفلسطينية، بهدف التوافق على رؤية مستقبلية لدولة فلسطينية ذات سيادة كاملة على حدود الرابع من حزيران 1967. مثل هذا التفاهم قد يكون المدخل الواقعي لإقناع حماس بالتخلي عن سلاحها، في إطار تسوية شاملة تضمن للفلسطينيين حقوقهم الوطنية، وفي الوقت ذاته، تفرض على إسرائيل التزامات واضحة تجاه قيام الدولة الفلسطينية.
في ظل استمرار التصعيد العسكري وانسداد الأفق السياسي، يبقى السؤال قائماً: هل سيشهد الواقع الفلسطيني ولادة مبادرة عربية حقيقية تعيد رسم المشهد، أم أن المنطقة ستبقى رهينة لدوامة العنف والتدمير؟